سورية الحدث الإخبارية
لقد تغيّرت
لم أعُد كمثلِ حالِ تمثال البارحة
كلّ شيء فيَّ ساكن باتَ الآن يعشقُ الحراك !
فغيّر من طبعكَ طبعاً
وغيّر من جلدكَ لوناً
وغيّر من نسلِ معتقدكَ فكراً يتلو فكراً
حتّى تتناسب مع مذهبِ نزواتي طرداً
ومع جبروتِ هندستي
عكساً و عكساً
كلّ شيء تحوّلَ في قيدِ لحظة
التّقويم، السّاعات
السّكك الحديديّة
وخلو مقاعد الانتظار
لم يعد يعني لي شيئاً
كلّ شيء تبدّلَ وأعلنَ انصياعهِ مُذ ركنتكَ جانباً، واستفاقَ رُشدي
شفتايَ الآن لم تعُد تروّج دماً
كما أن يداي لم تعد تحملُ همّاً
وقلبي
ما عادَ يُخبَز على نارِ جفاكَ في اليومِ
مقدار سبعونَ دهراً
في هذهِ المقتطفات القليلة من تاريخ صحوتي الثّملة
تبيّنَ لي أنّ لا شيء يستحق الثأر من أجله
لا أنت
ولا ميعاد اتّحاد الحبّ بالحرب
وللضرورة الشّعريّة
والتّذكاريّة
والتّوكيديّة أُكرّر
"ولا حتّى أنت"
لا شيء ينالُ شرفَ الاستحقاقِ بإضرامي النّار وخوضي من أجلهِ النّزال
سوى مَن يستطيع
إعادةَ قلبي إلى منزلهِ
وضبطهِ على إيقاعِ نبضه
دونَ استعمالِ مُنبهٍ أو مُقوّمٍ أو تنبيه
سئمتها محاولاتي الفاشلة
في رسم كحلٍ وتزيين جفنٍ
كفاني اقترافي خطيئةَ الدّمع في مجرى الدّمع
وخطيئةَ النّظرِ إلى مُقلتينِ مُتطلبتين
مُتدربتين
على خدشِ النّظرِ دونَ خشيةٍ من التفافِ القدر!
لن أعودَ لأعودَ فتاةَ العودِ والثّقاب
لن أعودَ لأعودَ ميقاتَ القوتِ والقطاف
لن أعودَ لأعودَ أدراجَ الحياكة
ودرزِ تقاليدٍ هوجاء مع وشاحِ طفولتي عكس ما أشاء
لن أعودَ مُكرهةً فالحبّ كالدّينِ لا إكراهَ فيه
ولن أعودَ مُجبرةً
لأبجديتكَ كسرةً أو ضمّةً
أو إحدى العلامات المبتذلة
لا لنحوكَ ولا لصرفك والإملاء
فما بينَ وصلينا ندٌّ أنت جميع نزواتهِ
وما بينَ وصلينا ردٌّ أنت جميعَ كلماته
وما بين وصلينا رجل اغتالني مرّةً
ومضغَ ولادتي مرّةً
فأحيا بصيرتي بعدها ألف مرّة ومرّة
سؤالي واحد والإجاباتُ في فمكَ كُثر
لماذا كنتَ تريدُ منّي أن أكونَ
مُعدّلة
مُنمّقة
مُرقطة بسمِّ أنانيتكَ المُفرطة؟؟
لماذا أصيرُ أنثى مُستنسخة في ساعاتِ إقبال المطر وفوران الجليد؟
لماذا أصيرُ وجبةً للقصيدِ في ساعاتِ البوح المديد؟
لماذا أصيرُ حداداً لكلِّ جهبذٍ ترعرعَ في ساحاتِ نثري
وهو بين حرفي وحرفي يسألُ الثّمالة
مُتدرجاً ما بينَ رجلٍ بالغ فطفلٍ ضائع وفي أحضانِ المتنِ ... وليد.
---
بتول إبراهيم داؤود
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
