شبكة سورية الحدث


و بعد حالة الإغماء الثالثة..بقلم بتول حسن عبيدو

و بعد حالة الإغماء الثالثة..بقلم بتول حسن عبيدو

وبعد حالة الإغماء الثالثة تم تشخيص ضعف في العضلة القلبية بسبب إعتماد الحُزن على قلبي ك وجبةٍ  شرهة ،أستيقظ بصعوبة الآن يكمن الكون بثقلِهِ فوق جفناي  الرقيقان، الغُرفة الباردة والسرير الأبيض ذاتُهُ أشعر بالقرف تجاه المُستشفيات وكأنها مقبرةٌ بيضاء اللون  !
للمرةِ الأولى تُشاركني الغرفة ملاك صغيرة شقراء بشعرٍ مُجّعد،
شمس وانتِ؟
انظر للقدر حتى أنها تمتلك الإسم ذاته وليس فقط الملامح التي حلمت في فتاتي التي لم تُنجب ولن !
انا بتول ..
تعارفنا فكانَ الحديث أشبه بملامسةِ غيمةٍ صغيرة ،كُسِرَت قدمي في المحاولة الثالثة والعشرون التي تبوء بالفشل على مايبدو حُتّم عليي إكمال حياتي في الجحيم ،في الميتم!
لم احتمل ذلك عادوني ضيقُ النفس،ظلام لا أرى
على ما يبدو كانت جُرعة حُزن زائدة خارقتُ قواي مُجدداً ،
توقظني لمسةُ يدها الناعِمة للوهلةِ الأولى شعرتُ وكأن الحُلُمْ باتَ مُحقق ابنتي وانا وهو ..عائلةُ أحلامي!
لو لم يرتفع صوتُ المُشرفة تأنيباً لشمس لمحاولات هروبها المُستمر وكأنها تَهرُب من أرض ديزني يال السخرية!!
لا أعلم لما تُقام تلك المؤسسات الحكومية حتى تُنشأ جيل مُحطّم ،من وجهة نظري البقاء في الزقاق وعلى الأرصفة أفضل من جحيم الميتم فلن انسى كيف احتّل الميتم واجهة طفولتي بعدما تركتني تلك الإمرأة في الزُقاق ؛نعم إمرأة أو دعني اقول حينَ تركتني وسيلةُ الإنجاب تلك أكافح مُرّ الحياة وحدي ويقتاتُ الحُزن على قلبي ؛
لم أسمح بتكرار ذلك ؛أخذتُ شمس بيدها وأصبحنا عائلة !
الآن!
بعد مرور عشرون عاماً..
أنتظر شمس عودة شمس من عملها في الميتم أصبحت تُقدّم الكثير  من الحُب للأطفال الذين يكافحون لوحدهم هُناك .

بتول حسن عبيدو

التاريخ - 2021-12-16 12:19 PM المشاهدات 2531

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا