/على سبيلِ العشقْ /
يرويْ المطرُ قصتهُ القصيرة على اعتبارِ أنّ رحلتهُ مريرة فهوَ ينتقلُ بين الأرضِ والسماءْ، دون أن يشعرَ به إلا من كانَ جذر فؤادهِ في الأرض وفروعُ قلبه في السماءْ، فالمطرُ وحده من يملكُ قصصَ العاشقين ووحدهُ من يعرفُ مدى الشوقِ الذي تخبئهُ السماءُ لمعشوقتِها الأرض والعكسُ صحيح.
ففي زمنٍ ما كان يحملُ المطرُ رسائلَ العاشقين دونَ كلمات، وكان يزفُ العرسان دونَ حفل زفاف، وكان أيضاً يملك من الودِّ ما يجعله سفيراً بين الأصدقاء والأعداء، فهو وحده لا يعلم أين تقع الحدود ولا يعترفُ بما رسمه السياسييون لأنه يعلم أنه القادر على غسل القلوب كما الأجساد، وهو السؤالُ كيف لقطرةِ مطر أن تغسلَ قلوبَ ملايين البشر رغم الكره والحقد والبغض؟.
يا صاحبي إنّ قطرة المطر كما الصاحب الوفي لا تريد منكَ بل هي تريد لكَ كل الخير، هي لا تمشي خلفَ ظلك بل تمشي معه كما صاحبك الذي ما إن التويتَ حتى عاد بك طريق النور.
وعلى الرغم من أن المطر لم يتغيرْ إلا أن التاريخ يقول أن العشق في بلادي حرام وأن الشوق موتٌ مكبل بالحياة، وأن أغلب العشاقِ في بلادي موتى ينشدون السماء دون عناء ودون أي اعتبارٍ لكل موجود يريد الوداد باسم الحب.
ففي بلادي ترى للحرفِ أشكالاً وللعشاق ألواناً ولكنك لا ترى جميلاً يطرق باب بثينة بقارورةِ مسكْ، أو عنتراً يشدُّ يدَ عبلتهِ بحبلٍ من وردْ، أو عاشقاً من زمنِ الصدق يقول للحب ها أنا وكلُ العاشقين من مدادي لهم دمْ.
محمد سليمان
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا