شبكة سورية الحدث


نجمة واحدة تشع وسط سواد جامح..بقلم مروة مصطفى

نجمة واحدة تشع وسط سواد جامح..بقلم مروة مصطفى

 

سورية الحدث الإخبارية

____________

تدخل غرفتها بخطوات متثاقلة..
تحمل بيسارها جورية حمراء..
بضجر ترتمي على سريرها الأخضر..
فيبدو المشهد وكأنه مأخوذ من حديقة بديعة...
زهرتان متعبتان ترتميان على حشائش صيفية خضراء...
تمسك وسادتها..تتمتم لها بسر صغير..يضاف الى أكوام الأسرار المتخفّية تحت القماش على مدى العشرين عام التي عاشتها..
تتلمس جبينها..
تتأمل أظافرها..
تراقص خصلة بنية تمردت عن الضفيرة...
ترمق الزهرة الحمراء بشغف..
تنزع عنها البتلة الاولى..
لايحبني!
البتلة الثانية..
يحبني..
الثالثة..الرابعة..
الثامنة والاخيرة..
يحبني !!
تصرخ..انه يحبني..
أَ حقاً!!!؟؟؟
كيف لمدار عقلها أن يستوعب هذا الكم من السعادة...
كيف لها أن تتصرف إزاء هذه البهجة المفاجئة..
غالبا ستتصرف بغباء و تتفوه بحماقات لاتمت لأفكار ذهنها بصلة ...
دقيقة...اثنتان...
ها هي الآن عادت الى رشدها..
وعادت تقص على قسمات وجهه المرسومة على الورقة حكايات يومها تفصيلاً تفصيلاً..
ثم تغمض عينيها مع ابتسامة غير مفهومة وتحتضن بتلات جوريتها بدفء بالغ...
هي تعلم أنها إشارة من الكون...أن هنالك شخص في الطرف المقابل من العالم يحبها بالطريقة التي تود!!
ويقص عليها هو الآخر مغامراته المبتذلة..
بالتأكيد..هناك وجه على بقعة من هذه الأرض يحلم بها كل ليلة ويستمع لتفاصيلها المملة بحدقتين لامعتين مُثارتين..
ويطلب من روح الكون أن يتقاطع قدريهما
ليصيرا نجمة واحدة تشع وسط سواد جامح.

______________

/مروة مصطفى/

 

التاريخ - 2021-12-18 11:28 PM المشاهدات 2506

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا