سورية الحدث الإخبارية
عتاب موتى
صباحُ الخيرِ يا بهجةَ الروح..يا مهجةَ القلب كيف حالك..أصحيحٌ أنك مشتاقٌ لي ، أعرفُ أنكَ لن تقولَ شيئاً،رأيتكَ البارحة في منامي..تأملتُ تفاصيلكَ بقدسيةٍ تامة ...رأيتُ الشوقَ يطفو في عينيك وأنتَ ترمقني بنظرةِ عتب رغم أني أنا من يملكُ حق العتابِ يا صديقي
أتعرف؟!وأنا أيضاً مشتاقٌ إليك و لأمكنتنا ولضجيجها..لقد اشتقتُ لكَ ولعفويةِ صوتكَ.... أنا الآن بجوارك لكن بيننا سفر حياة يا صديقي. كيف هي حياةُ الموت ..حدثني عنها،حدثني عن العالم المضاد لعالمي البائس... ...ضربةُ الصديق موجعة تعرف هذا أليس كذلك ..أهان عليك الفراق
روحي تحترقُ لغيابك ونسيتُ إخباركَ أنَّ الفجر تنهنه من البكاء يوم رحيلك.......لم يبقَ منّي ومنك سوى الرماد فكيف للرمادِ أن يحيا؟!
مضى تسعون يوماً على فراقنا..رحيلكَ مزق أحشاء قلبي..لم يبقَ مني إلا الفتات وكيف للفتات أن يتكون من جديد .....رحيلك يا رفيق دربي حرقني وبدوري حرقتُ تسعة آلافٍ وإحدى وخمسين سيجارةً...أعقاب السجائر ملأت المنزل ،لن أرميها لحين مجيئك ،قبرك لا يبعدُ كثيراً عن منزلي ..بمقدار تخيلك إلى جانبي إحدى عشرة مرّةً فقط،رحيلكَ أطفأ فؤادي ،شوش عقلي...أنا الآن مجردٌ من كل شيء،لم يبقى مني سوى......سوى أنت،لقد فارقتُ السعادة فهي لا تكون إلا في حضرتك..يوم قررت اللاعودة انتزعت عمري واستأصلت روحي...حزمت حقائبك وعزمت على الرحيل بكل مافيك من أنانية...لو أنك لملمت الذكرى الجميلة بيننا وأخذتها معك لخففت عني العذاب،هل تخدرت مشاعرك لتتركني بكل تلك القسوة
مشكلتي أن ذاكرتي قابعة هناك....تحت شجرتنا الكبيرة في تلك الزاوية المخفية ..على الأرجوحة الخشبية ،لابد وأنك تذكر ذلك الشارع الذي ملأناه بأصوات المنافسات وعنفوان الشباب ....أتذكر حين تعاهدنا على ألا نفترق...يالك من خائن،تركتني أجرُ خيبتي ،نعم لأعترف أنت هزيمتي..هزيمتي الأولى..أفكر بالمبيت بجوارك الليلة فقد بللت وسادتي ولن أستطيع النوم عليها..آه ..أتذكر تلك الليلة الماطرة ،لقد نمت عندك وبجانبك وفي سريرك ..أتذكر كم ضحكنا ذلك اليوم،لا تقلق قد دفعت ثمن تلك الضحكات..مايبكيني أنك جزء مني وكيف لجزئي أن يموت وأنا على قيد الحياة
رائحة عطرك الذي لطالما قلت لك ألا تستخدمه...أصبحت أبحث عنها في كل مكان على ظهر هذا الكوكب إنها في رئتي تسري بشهيق وزفير ولكن من الواضح أنها عشعشت في مكانٍ آخر ..في باطن كوكبي السوداوي....أحاول حفر قبرٍ لك في قلبي لكنني وبكل محاولةٍ فاشلة أعتصر ألماً......تسعون نهاراً وألف عامٍ بكل نهار بدونك يا بذرةَالقلب...تقف في مخيلتي كل الذكريات ،كل المواقف،كل الأمكنة،كل نزاعاتنا التافهة على أشياء سخيفة،لقد جعلت حياتي تطفو بين صورك وذكرياتك،ياويلتاه لرحيلك،تركتني معلقاً بحبال الحياة وفارقتني ،أردت إخبارك أنها لم تعد تروق لي،يرتعش كياني في حضرة غيابك،هل ستأتي بدعوةٍ رسمية لمنزلي لترى صورة ببرواز خشبي معلقة على حائط باهت اللون،ترى صورة لك متقلقة غير منطقية ،لا داعي لوجودها وأنت حاضر في قلبي، لطالما خفتُ الموت وها أنا الآن رهينة مخاوفي.........تلك الذكريات،أحلامنا سوية،ومنافساتنا...جميلةلكن الحادث اللعين لطخها بدمائك ياحبيبي
تسعون يوماً وكأنها العمر بلا نهاية،لقد فشلتْ فيها محاولاتي لدفن ذكراك فقد بتَّ جثةً هامدة تمشي بمخيلتي رغماً عني
جود العبدالله
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا