شبكة سورية الحدث


لقد علمتُكَ جيّداً طرائقَ العدِّ والإحصاء.. بقلم بتول إبراهيم داؤود

لقد علمتُكَ جيّداً طرائقَ العدِّ والإحصاء.. بقلم بتول إبراهيم داؤود

سورية الحدث الإخبارية

لقد علمتُكَ جيّداً طرائقَ العدِّ والإحصاء
علمتُكَ جيّداً ترويضَ القوانين
دونَ سوط أو رمح أو احتراف الإغراء
علمتُكَ تقديسَ العدّ من الطّريقةِ التّنازليّة
ودرّبتُكَ على أنماطِ التّدرجِ والتّصاعديّة
لستُ أدري لماذا تتعمّد عدّي من المرتبة صفر!
وكأنّكَ تَحاولُ تذكيري بأنّي أُعاوِد الرّجوع إليكَ طفلةً كلّما لمستني بيديك

لا أملكُ كأساً لشربِ النّبيذ
تعلّمتُ منكَ فنونَ تدبيرِ الأمور وأتقنتُ مهاراتَ التّكييف
هاتها يديك
فقد حانتْ السّاعة لموعدٍ لي مع قدحٍ يُعانِقُ راحةَ كفّيك كاحتواءِ بحرٍ لقاربٍ مُثقّب ويهوى التّجديف!

لقد أطلقتَ عليَّ ألقاباً عدّة
إنَّ أشدُّها فتكاًً وأكثرها حُبّاً "يا شمعتي وقنديل الزّيت"
وكأنّك تهوى تعنيفَ مَن تُحب باسم الحُب
يعز علي أن أُعاني الاحتراقَ في قيدك
وفي جيدي مقصلةً من خيط
ما إن أعلنتُ استقالتي منكَ حتّى أعادني في قيدِ ومضة إلى مُضغة

"أنا لستُ بخير"
كلمة لن تسمعها مني حتّى وإن أدمنتَ يوماً الرّحيل
أنا بخير حتّى وإن طالَ بعدك المريخ وصافحَ ميعادك القمر!

ذاتَ شتاء سنلتقي أَعِدُك
وفي جيبي رسالةً لك ما إن مسّها جمرُ جلدك حتّى تبخرت 
سأشعلُ فيكَ رغبةَ الوصولِ إليّ 
ورغبةَ الإرتطامِ بي حتّى آخرِ نفسٍ لكَ
في أعقابِ هذه الحياة

يمكنني تحمّل العيش معك في قعرِ منفضة أو في منزلٍ لا سقفَ له
أو في بحرٍ لا رملَ له
مادامت رغبتي في خوضِ هذا الانشطار تتجدّد
وما دامتْ الكيمياء بيننا في حالةِ انصهارٍ غير مُتعمّد

جميعُ الأمور ستنسابُ من بينِ خصلِ شعري إن أعلنتَ قبولكَ أم رفضت
حتّى أنت ستغرق وستكون ضفيرتي رغماً عني ورغماً عنك
طوقاً لنجاتك

أنا الآن أقفُ على عتبةِ عامي الجديد
واضعةً نصب عينيك الاختيار
إما أن أُكمل ما شرعتُ بهِ من حُبّك
أو أتأهّبُ للانتحار 
فالقفزُ في منفضةٍ عشرينية بعدَ ضعفي الألف
جريمة تبدو في غايةِ المتعة
ولا تُغتَفر
----
بتول داؤود

التاريخ - 2021-12-21 11:44 PM المشاهدات 2507

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم