سورية الحدث الإخبارية
أبي يعملُ بحاراً، ليسَ قبطانَ سَفينةٍ تجاريةٍ، ولا قائدَ أسطولٍ عسكريٍّ، أبي بحارٌ يرسمُ، كان يأخُذُني كلَّ يومٍ، يضعني على متنِ قاربهِ الصَّغير ويبحرُ، اتكئ على عارضةٍ خشبيةٍ، ويبدأ بحّاري بالرّسمِ، كانت ريشتهُ تتمايلُ مع كلِّ مرةٍ يعبثُ الموجُ بتوازنِ قاربهِ، ستدركُ كم هو عظيمٌ، حينَ تنظرُ إليَّ، يداهُ ثابتةٌ كثباتِ الجبلِ، أنا طفلتهُ المنشودة، قضيةُ حياتهِ، وحُلمٌ يأبى أن يفارقهُ، لم يعد يبحرُ أبي، لربّما هرِمَ قاربهُ، أو أنَّ يداهُ بدأتْ ترتجفُ، أصرخُ في عرضٍ البحرِ، لا أحد يجيبُ، ناجني البحرُ قائلاً، لا تُنادي عليهِ، قد ماتَ بحّارُكَ..قد ماتَ بحّارُكَ..
مؤمنةٌ بعودتهِ، أنا في انتظارِ شقيقة..
سيأتي من أجلي انا لوحته، وإبنتهُ وبقايا ألوانه ..
جعفر السمرا
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا