سورية الحدث الإخبارية
عرفت الوحدة اكثر من أمي وأبي ، كنتُ أذهب إلى ذاك الشارع البعيد المرصوف بالمستشفيات فقط كي يسألني الأطباء ،كيف حالك !
عاليا هناك بعيدا عن الطريق الآمن صوب جبل مزركش بالثلج المضاء بقنديل الله في الشمال تحديداً ولدتُ طفلاً بار للسماء والعزلة ، بمنشارهم القديم قصوا جسدي
أخذت امي نصفي الايمن ، كذلك فعل ابي بقسمي الأيسر ،ألبسوني شعرهم الأسود المستعار خوفاً من نمش الفقد الرومنتيكي
أذكر جيد بأن كان لدي بيتان وسريران ، ولكن روحي كانت تنام في الشارع ،
أجرجر ضجري نحو السماء والعزلة دون معرفة خطر الخدر الانعزالي ، تحت موجات التبغ التي تخفي السقف
تصافحت مع الكتب وتشكلت معالم صداقتي بهم
فوضى من الثلج والطين والحبر تقطعها أغلاق النوافذ
وتحصين الأبواب إنزال الستار وإطفاء المصابيح
مكتفيياً فقط بالجلوس في ذاك الركن الرحيم المظلم
هادئاً ومستسلماً وكأن كل شيئ قد حدث
دائما ما كنت أغمض عيني على خوفي وأنتظر صفعة الجلاد .
ذات يوم فكرت في الاتصال بالعالم الآخر
صنعتُ من كف يدي هاتفاً نقال ورحت أطلق العنان
أهلاً حبيبتي ، كيف حالك !؟والأطفال هل جميعهم بخير !؟
أنا بخير لا تقلقي ، قلت لا تقلقي
ثم أغلق الخط ، مكالمة قصيرة مكررة
لا تتعدى الخمس ثواني ارى بعدها القبب البيضاء لكل البيوت ونسيماً خفيف يحرك شعري
لكنه جميل أجمل من أي شيئ
لكل إنسان حلم واحد يسعده هو اكثر حلم يحبه
حلم يظل يتكرر طوال حياته حلم لا يمكن أستدعاؤه وترجيه كي يأتي قد يختفي من تلقاء نفسه متى مايريد ولكنه في الغالب يعود
"على حافة حلم (1)
امرأة تحمل بعض المجوهرات
رجل و وردته الحمراء
شاب يرنم بترنيمة ما أو صلاة
رح طفل صغير يلقي بنفسه من المنحدر
__________________
عار أن لا تستر جسدي الصغير إي قطعة ملابس .
على حافة حلم (2)
خمس درجات،وعشر الدرجة ع مقيس ريختر..
رجل أبله كان يشعل حقلاً من القمح
في مكان آخر من العالم
يحمل فنجان قهوة،يسكبها بهدوء ع أوراق الكتاب
طفل صغير يحاول أن يشرب مافي المقدمة ..
كل الأسماء لا تهم عندما تكون يتيماً عالق بالبريق على شواطئ اللامعنى ماخوذ بمقامات الموسيقى
بمقام بسط في كسر رياضي
حينها يعرفك البؤساء ..
يحملك هيجو بين يديه وديستوفيسكي على أكتافه
يشهد لك جيفارا يصفق لك فيدل كاسترو
يحييك بودلير ولينين
يزورك يسوع ومعه المعمدان
ليتلو عليك من سفر الجامعة
"إِنْ رَأَيْتَ ظُلْمَ الْفَقِيرِ وَنَزْعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فِي الْبِلاَدِ، فَلاَ تَرْتَعْ مِنَ الأَمْرِ، لأَنَّ فَوْقَ الْعَالِي عَالِيًا يُلاَحِظُ، وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا"
صدق ظن من قال بأنني سأكبر ، لقد كبرت ممسكاً أحلامي من آذنها اليسرى ف اليمين لا ينفع مجملاً
دون ارتباك في الوقت زادته مازلتُ أحلام بأن اكون رجل وامرأة وطفل في الخامسة من عمره يتنزهون على ضفة نهار ،ثم ليتوقف الزمن حينها .
مارسيل محمود
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا