شبكة سورية الحدث


بينَ الإخوةِ والصداقةِ والحب..مَنْ نحنُ؟..بقلم المبدع محمد سليمان

بينَ الإخوةِ والصداقةِ والحب..مَنْ نحنُ؟..بقلم المبدع محمد سليمان

سورية الحدث

 

بينَ الإخوةِ والصداقةِ والحب.... مَنْ نحنُ؟

تميلُ أيامِ آخر العام مرةً أخرى على الرحيل محاولةً كسبَ التأييدِ على غيرها من الأعوام بأنّها الأفضل، ولكنَّ الحقيقةَ ترفضُ أن تقول لعامٍ دونَ الآخر أنتَ الأفضل دونَ سواك، لأنَّ الحقيقةَ وحدها لا تعرفُ طعمَ الكذب فهي لا تميزُ بين العشرين والواحد والعشرين سوى بما رسمناهُ من خيرٍ عامٍ على الجميع.

ففي نهاية العام لا شيئَ يجعلُ النجومَ تبحث عن أشباهها سوى قول جارها القمر، " مَنْ نحنُ إن لم نكنْ إخوةً أو أصدقاءَ أو أحبة؟ !"، ففي زمنٍ ما تشيرُ عقاربُ الساعةِ إلى أخٍ لا يموتُ حبه وإلى صديقٍ صدوقٍ ينمو في القلب فيصبحُ حبيباُ يعزف لحنَ كبريائه على طريقتهِ، يحاولُ فيها مع الوقتِ السباحةَ على ما تبقي من أمواج العمرِ تاركاً التكنولوجيا بعيدةً عن همساتِ القلوب التي لم تعدْ كما كانت ولم تكنُ كما هيَ اليوم.

أتذكرُ هنا قولَ نزار قباني " لماذا نعيش الحب في مدينتنا تهريباً وتزويراً "، ففي مدينتنا أنْ تقول أنا أعشق فأنتَ تخونُ القيمْ ولكن يمكنك أن ترقصَ مع من تشاءْ وأن تسافر مع من تشاءْ، ولكنك لا يمكن أن تحبَ إلا إنساناً يشبهكَ منزلٌ من السماءْ.

أتعلمُ يا صديقي أننا نكتبُ الحرفَ مرةً ويكتبنا القدرُ عشرَ مرات، أتعلمُ أننا لا نموتُ فرادى بل نموت جمعاً، نحن الذين نرى في الكلماتِ صلاة وفي ذكرِ الحروفِ عبادة، فأغلبُ الذين يعيشونَ مع الكلماتِ تقيمُ الحروفُ الصلاةَ على أرواحهم.

أمّا نحنُ البشر فإننا نبقى نحتسي القهوةَ لنكونَ مثقفين، ونشربُ التبغَ لنظهر بحلِة " الأكابر "، وفي الحقيقة نحنُ بشرٌ عاديون نشيرُ للحبِ على أنه النجاة منْ كل رجس، وكأنّه الحجُ يجعل من القلب أخاً وصديقاً وفي النهاية عاشقاً يدقُ أبوابَ الجنة بروحٍ تريدُ الخلودَ الأبديْ.

محمد سليمان

التاريخ - 2021-12-30 12:59 PM المشاهدات 2437

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا