سورية الحدث
{تحتَ آلامِ واقعٍ لا يُمثلنا}
كَانتْ تفاصيلُ الذَهابِ والابتعادِ كالموتْ ، قاتلةٌ ومَعْ أوّلِ انتحارٍ لي في عالمِ الذكرياتِ الموحِشْ ،أنهَيتُ أسبُوعاً مِنَ المُحاولاتِ للنِسيانِ والتَجاوزْ .
حادثةٌ واحدةٌ تَعودُ بَعدها حامِلاً خَمسونَ عاماً على كَتِفيكَ وأنتَ الَّذي لَمْ تتجاوز العشرينَ عاماً بعدْ .
كُلُّ شيءٍ يَبدو حَزينْ ، نافِذةُ غُرفَتي كَئيبةٌ ،الأبوابُ وحتّى السماء ،وكُلُّ شبابيكِ العمارةِ المُقبِلة إنْ أرَدت، وأيضاً أنا .......
جالِسةٌ على نافذةِ لِقاءِنا الَّتي كانتْ الأكثَرَ تَفاؤلاً في المنزِلِ لأختارُها أن تَكونَ الأكثَرَ مَنطِقيةً ، صَدِّقني أنتَ وطَيفُكَ وتَفاصيلُكَ أنَّ ذهابُكَ لمْ يَكنْ سَببَ انهِدامي ، فالذِكرى الأسوَأ بَدَأتْ مِنْ نُقطَةِ انتِهاءِ لِقاءاتِنا لتَنْتَهي في اللّا نِهاية ، اعتيادُنا على الألَمِ لا يعنِي نِسيانَهُ أو تجاوزَهُ ، فَعِندَ أوّلِ انحناءٍ سَنُقتَل من تراكُماتِ الآلامْ ، وقعتُ بينَ يَديكَ كَضحيَّةِ تَفكيرٍ لأغُوصَ بِك وبالكَثيرْ ، فالحَياةُ انهدَمَتْ يا سَيِّدْ ولَكِنْ وبِصراحةٍ قُصْوى لَنْ أندمَ على ذهابِكَ فالمنطِقيةُ والكرامةُ أعظَمْ وأقوى مِنَ الحُبِّ ، فَلَو لَمْ نُنهِي قِصَّتنا لمَاتَ أحَدُنا مُنتَحِراً مِن التَفكيرِ ، فَلَا تَعُدْ ومِن قَلبِي أقولُ لَكَ نِهاياتٌ سَعِيدة مع فَتَاةٍ جَديدة يا سَيِّدي يا صاحِبَ الظلِّ العَظيم ،يا هادِئَ العيونِ يا رائِعَ الملامِح ، وتأكَّدْ بِأنّي مَنْ سأكونُ بِجانِبِكَ فَقوَّتي يا سَيِّد تَسمَحُ لِي بأنْ أقِفَ بجانِب مَن هَدَمني .
أمَّا بعدْ...... سأخرُجُ مِن حَياتي المُحطَّمة وأسمَحُ لِنفسي بالنَومْ فَقَد اُرهِقَ عَقلِي وَقَلبِي بالتفاصِيلِ وَالذِكرى ، وأمَا أنت فاذهبْ حيثُما شِئتْ لأنَّكَ وبِصراحةٍ لَمْ تَعُدْ الدافِعَ للحَياة ، وَالحياةُ مِنْ بعدِكَ هِيَ الحياةْ .
زينة ماجد موسى
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا