شبكة سورية الحدث


وصيتي لصغيرتي ليا..بقلم آية بسمان أبو فخر

وصيتي لصغيرتي ليا..بقلم آية بسمان أبو فخر

سورية الحدث

وصيتي لصغيرتي *لَيا* ..
صغيرتي ، بالرغم من عدم وجودكِ الآن ، لكنني عزمتُ علىٰ أن أخُطّ لكِ هذهِ الكلمات ، واخبّئُها في بئر ذكرياتي ، لتبقى دفينةً إلىٰ حينَ قدومَكِ ..
بدايةً ..
سأقصُّ عليكِ كل ما يعني بكِ ، ك معنى اسمُكِ وسبب تسميتي إياكِ فيه وغيرهُ من الحكايات ..
ليا .. ومعناه هو الفتاة المُرهقة الحزينة شديدة الكآبة ..
 وللهِ يا حبيبتي ما رضيتُ لكِ باسمٍ كئيبٍ كهذا لولا حُبّ أبيكِ لهُ!
أمّا عن سبب تسميتي إياكِ بهذا الاسم ، فهو أبيكِ الغائب ، سأُطلِقُ عليكِ هذا الاسم لأنَهُ مُرادٌ لأبيكِ ، لحُبّه بهذا الاسم ، إيّاك أن تظنّي بأنّهُ سَيحُبّ اسمك فقط!
بل سيغرقُ عِشقاً بكِ وبتفاصيلكِ أجمع ..
حبيبتي لَيا ..
بعدَ قدومكِ بسبعةِ عَشْر عاماً ، ستبدأ مشاعرُكِ باللعب!
ستكونين قدّْ أصبحتي في تلكَ المرحلة التي تخوضينَ فيها تَجربةً تُدعى *الحُبّ*! 
الحُبّ يا صغيرتي ما هو إلّا بدايةٌ بفرحٍ وهناء ، ونهايةٌ بترحٍ وجفاء ..
إيّاكِ والخيارُ السيء!
عليكِ بانتقاء فارسٌ لأحلامَكِ ، الذي يُقاسمُكِ أهدافُكِ بكلِّ شغف ، الذي لا تهونين عليهِ يوماً ..
مَنْ يُقيمَ خراباً إن سقطت دموعكِ ، من يَشْنُّ حرباً إن أصابكِ الحزن أو الأذى ..
من لا تهونينَ علىٰ قلبه ، من يعتني بكِ وكأنّكِ نادرةٌ لا مثيلَ لكِ ، من يكتُب ويقرأ لكِ ويحترمْ أفكاركِ وجميعَ مبادئكْ ..
الذي يكون لكِ عوناً ورفقاً وكتفاً للاتكاء ، لا يفرض رجوليته الكاذبة عليكِ ولا يُعلى صوتُه عليكِ في إحدى الأيام ..
ولا تنسي أن تختارينَ ملجأً آمناً!
لا يتخلى عنكِ ولا يترككِ وحيدةً في لحظةٍ يائسة ، ولا يسكنَ الظنَّ باطنهُ والشكوكُ تغزي عقلهُ!
هذا كلّ ما يتعلق عن الحُبّ لكِ يا أميرتي ..
لكن وإن عُدتي إليَّ!
فَ نصيحتي لكِ إيّاكِ والحُبّ!
ابقي حُرةً متمسكةً بحياتكِ وضحكتك ، لا تجعلي الحُبّ يبدل ضحكتكِ ببعض الأحزان ، كوني فتاةٌ مُطلَقَة ، تشبّثي بأحلامك وطموحاتك ، املأي فراغُكِ بالثقافةِ والقراءة ، اجعلي عشقكِ الأبدي هو كتابكِ لا غير ..
لا تتوقفي عن الحلم ، عندما تُحققي حلمٌ ما ابدأي بالحلم من جديد ..
لا تسمحي لأحد بأن يُقلل من شأنكِ واحترامكِ ، ابنِ نفسكِ بنفسكْ ..

كلّ هذا لأجلكِ حبيبتي ..
نهايةً .. ما إنتِ إلّا وهمٌ جميل عشتُ بهُ يا صغيرتي ، نعم .. أنتِ ابنتي ، ابنتي التي خُلقتْ من الحُبّ ، لكنها نُحرتْ بالفراق وكان الحُبّ قاتلها .. لذلك أصبحتِ وهم!
من أين وجودكِ وأبيكِ قد رحل!
هذا ما كنت أعنيه بأن تبتعدي عن الحُبّ ، كي لا تُجهظي ابنتكَ بسبب الفراق كمان اجهظتُكِ ..
صغيرتي لَيا .. أحُبّكِ يا وهمَ قلبي ورائحةَ أبيكِ الغائب .

آيْـة بسمان أبو فخر 

التاريخ - 2021-12-31 2:02 PM المشاهدات 2642

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا