شبكة سورية الحدث


جئت كمن تحمل الخطايا..بقلم ياسمين مزهر

جئت كمن تحمل الخطايا..بقلم ياسمين مزهر

سورية الحدث

جئتُ كمن تحمل الخطايا 
يسبقني الأحساس بالذنب  بخطيئة لم أقترفها
أحمل على كتفي قنديلاً مُنطفئ
و قلبي قلادة مكسورة 
أسير بخطى متثاقلة 
ملؤوا أقدامي طين ، و جيبوبي بالأحجار 
برأسي ضجيجُ المدينة 
و حزني يساوي كل ثكلى و عاقر و أرملة 
أركضُ .. ألهثُ .. أهرولُ لكنني لم أصل بعد 
 جئتُ أعودُ للوراء  ، أتقدم لكنني مبتورة 
و مثلي لا تجيدُ الزحف 
 غارقة بالوحل أنتزع منه أقدامي فيبتلع حذائي  
فيلتهم الصقيع أصابعي المنتفخة برداً
أذرف الدمع و دمعي ماءٌ متجمدة 
جراحي غائرة لكنها لا تنزفُ 
سريري من ثلج 
و معطفي بردٌ و مطر 
أتوسدُ الخريفَ في ليلي
و ليلي أسخَم مُدلَهِم
تلعب الرياح بغرفتي 
غرفتي بلا سقف و بلا جدران 
أعلق الصور على صدري
يؤلمني طرق المسامير 
مثلي لا تجيد الصراخ 
فغطى الصدأ حنجرتي 
كلما تكلمت شدوا الأكبال
و بأيديهم اعتصروا عنقي 
رحت أكتب بأقلام ملتوية
فكلما كتبت قصيدة أبتلعتها 
و أنا ممتلئة كلمات مشنوقة على أحبالي الصوتية 
 جئتُ راحلة  وضبت حقيبتي 
ملأتُها بالحطب ، و أنا كلُ أعواد الثقاب
قطبتُ الإبتسامات  المهترئة
و السطور العارية ألبستُها بعض الكلمات المتشردة 
 كقصيدة تبرأ منها كاتبها 
أهمل عنوانها  ، فبقيت بلا مظلة تغطيها

|| هذه القصيدة مبتورة كالحقيقة و الحرية في هذه البلاد ||

........
لــ ياسمين مزهر

التاريخ - 2022-01-27 11:41 PM المشاهدات 326

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم