شبكة سورية الحدث


رقد السمار..بقلم جودي محمود جولاق

رقد السمار..بقلم جودي محمود جولاق

سورية الحدث

رقدَ السُّمارُ وأنا لم أعرف النومَ بعد ... حقًا سئِمت من هذه الحالة ! .
قمرُ الليلِ ونجومهُ قد حفظوا هيئتي ونبرات صوتي المرتجفة الّتي تتزحلقُ بحذرٍ من بين شفتي عندما أطلقها مخاطبةً إيّاهم ، تخيّل حتّى الليلُ ضجرَ منّي .
ليّليةٌ يُغمى عليّ من شدّةِ الأرق لا أذكُرُ آخرَ مرّةٍ غفوت بها بسرعةٍ قريرة العينِ .
إنني من الذين لا يؤمنون بترهاتِ السّحر وتعويذاتهِ ،لكنّي الآن على شكٍّ أنَّ أحدهم قد كتبَ لي آلافَ التّعويذات مفتعلاً السّحر لي ، من ثمّ رماهُ في مياه البحرِ ليبقى متجدّداً وكي لا يزولَ أثرهُ عنّي .
ذاكَ السّحرُ ينصُّ على : 
ألّا تأفل صورةُ وجهكَ من أمامِ مُقلتيّ ،و ألاّ تعرف مآقيّ مذاق النّوم والرّاحة ليلاً من شدّةِ تفكيري بك، إني
لا أرجو شيئاً سوى رأساً خالياً من الأفكارِ الّتي تتراقص حولك .
إنّك تغزو قلبي كسربٍ من الفراشاتِ الجائع و أُحبك بمقدار سوءِ حالتي هذه ويأسي .
رُبما سببُ يأسي تذمُّري الدّائم لأنّ لاشيء يجري كما أريد والحياة مرة واحدة إن لم نعِش ما نحبّهُ الآن متى سنحياه؟ .
رغم ذلك أحبك ولا أقوى على إخفاء ذلك مُطلقاً .
أتعي معنى أن يموتَ أحدهم بحُبٍّ ميؤسٍ منهُ ؟ وأن يفقد سيطرته على مكابحِ قرارته فلا يعودُ قادراً على تحديد ما يريد ؟ .
أتعي معنى أن يغرقَ أحدهم حُباً دونَ إيماءةِ كفٍّ تُنجيه؟ .
أخبرني.. إلى متى سأبقى هكذا مُعلّقةً في المنتصف لا يحدث ما أحب ولا أحب ما يحدث ؟ . 
ثوبُ صبري على هذه الحالةِ لمنخرقٌ لكنّي أرقّعهُ بأُبرٍ تُغرزِ هي وخيوطها في روحي .
عقلي لان على حالِ قلبي ، وكلاهما لا يفقهان ما يردان .
لكن حتماً ما يسكبُ عليهما بعضَ الشّيءِ من الطّمأنينةِ والرّاحة : أنت . 

#جودي_محمود_جولاق
28/نوفمبر/2021

التاريخ - 2022-01-28 10:21 PM المشاهدات 578

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا