سورية الحدث
صغيرتي شغف
إنّها رسالتي الختاميّة إليكِ،لعلّ فُؤادي يستكنُّ عاقبةَ فاجعة صَبَّتْ كؤوس من نارٍ مُلْتَهِبة في حجراته،خَمَد وَهجُها عندما جَثَّتْ رُمَّة أجزائه
رغم حرصي الصّارم على عدم إظهار معاناتي البليغة منذُ بلاغي بمرض خبيث اقتحم رِئَتَيكِ الورديّتين،وَحَوَّلَ هواء الدّنيا إلى رماد يستوطنُ شعبك الهوائيّة
إذاً،رئتاكِ هزيلتان!مازالت الفكرة تُطاردني طوال اللّيل
أنهضُ من سريري
أفتحُ النّافذة وألتوي بجوار صورة وجهكِ المُعلّقة على جدران غرفتي بأيدٍ جريحة داميّة شوقاً لرؤياكِ
صغيرتي شغف
لا يُمكنني أن أحتمل فكرة سقمكِ على روحي هذا يُتعبني أتوسّل إليكِ خفّفي عبء الألم عنّي
لا أستطيع استذكار تفاصيلكِ المُبْتَهِجة كلّ ما يتأَصَّلَ في ذاكرتي هُوَ رؤية جسدكِ المُنهك،تتنهَّدين في سرير المشفى
رُبّما يقدِّم لكِ كلامي نوعاً من اليأس وخيّبة الأمل لذلك أُريد التّوقّف عن مراسلتكِ
أوصيكِ بالله العظيم انبذي عنكِ هذا المرض اللّعين وتمرّدي عليه،فقمّة المتعة أن ينتصر المرء على مرضهِ
أحبّكِ حبّاً يفوقُ حدود سماء تجمُعنا رغم ما بيننا من فُراق وحدود.
Natalie Dalil
عفراء بدور
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا