مقدسة في دين الجمال.. بقلم د.أحمد علي

سورية الحدث

#مقدّسةٌ_في_دينِ_الجمالِ

في وصفِ الحسناواتِ كُتِبَت فصولٌ وروايات...
لم يُفلِتِ الشُّبّانُ آيةً من آياتِ الجمالِ إلّا وربطوها ربطاً عجيباً بهنَّ...
فلكلٍّ كونُهُ وقمرُهُ وسماؤُهُ وبحرُهُ وقلبُهُ وروحهُ، حتّى من كثرةِ قرنِ هذهِ المعنويّاتِ بالجميلاتِ كادَت تفقدُ قيمتَها الوجوديّةَ وكونها من ضروبِ الإبداعِ في الخَلْقِ. 
لكن... 
من كانتِ الأولى يا تُرى؟!
منِ المرأةُ المعجِزة الّتي استفزّت ما بداخلِ الرّجالِ من مكامنِ الإبداعِ لتغدوَ في وصفها أحرفاً على ورقٍ في رواياتٍ باهظةِ الثّمنِ والقيمةِ؟!
ما زلتُ لا أدري...
ما زالَ سرّاً غامضاً يرتدي فستاناً لا أحدَ يعرفُ لونهُ، وما من مخلوقٍ قد رآهُ البتّةَ!!!
لكنّي لم أخسر قدرتي على التّكهُّنِ بعد!
مهلاً ...
أصغِ لي قليلاً...
أيُعقلُ أن يكونَ قيسُ بنُ الملوّحِ وجميلُ بثينةَ ونزار قبّاني وغيرهمُ كُثُرُ قد أحبّوا امرأةً واحدة!
قدُّها الميّاسُ، شعرُها المتطايرُ، عيناها السّوداوانِ، جاذبيّتُها المستقلّةُ عنِ الجمالِ المادّيِّ، فستانُها النّيليُّ، وهالةُ النّورِ المحيطةُ بها.
أيُعقَلُ ذلك؟!
قد ظنّوا أنّ ما من أحدٍ سيكشفُ أوراقَ أدَبِهِم يوماً لكنّني فعلت! 
لا حاجةَ لتخيّلِ صورِ ليلى وبثينة وماريّةَ وماويَّ وغيرهنَّ، فجميعُهُنَّ واحدة.
في ليلةٍ قدّها ظلامٌ دامسْ...
سادَها هدوءُ اللّيلِ بفوضويّةْ...
وعلى صخرةٍ كَسَتها طحالبُ خضراءُ ليلكيّةْ...
وأمامَ كتابٍ ضخمٍ هوَ أبُ الرّواياتِ العالميّةْ...
مَثَلَت أمامَهُ تلكَ الحسناءُ السّرمديّةْ...
رافعةً يديها المُحاطَتينِ بهالةٍ ضوئيّةْ...
مشيرةً للقمرِ بحركةٍ شبهِ دائريّةْ...
ليتركَ مكانهُ فارغاً في السّماءِ الشّاسعةِ القرمزيّةْ...
هابطاً لمكانةٍ أكثرِ عُلُوّاً وجماليّةْ...
مُنصهِراً في هالةِ النّورِ ليزيدها بريقاً وجاذبيّةْ...
فتطيرَ كفراشةٍ جارَّةً وراءَها النّورَ بانسيابيّةْ... لتدخُلَ إحدى صفحاتِ الكتابِ مجهولةِ الهويّةْ...
ويُغلِقَ الكتابُ مصراعَيهِ بمُنتهى الجدّيّةْ...
تاركاً للعُشّاقِ يومَ حسابٍ عسيرَ المصيريّةْ...
فقد جعلوا من جميلاتِهُمُ صوَراً تفوّقت على رمزِ الأنوثةِ الأسطوريّةْ...
مُهينينَ إحدى المُقدّساتِ في دينِ الجمالِ إهانةً حُكمُها أن يعيشوا أبدَ الدّهرِ يصِفُونَ الجمالَ ويُجسّدونَهُ في كُتيّباتِهُمُ دونَ أن يمسّوا من طَرْفِهِ قابَ شعرةٍ واحدةٍ باليَةْ...

د.أحمد علي