شبكة سورية الحدث


نحن ضحايا الحياة..بقلم غزل حاتم

نحن ضحايا الحياة..بقلم غزل حاتم

سورية الحدث

نحنُ ضَحايا الحياة..العيش..الخيبات..الفقدان..الأمنيات الحائرة الّتي يسخرُ منها الواقع..يَمحقُنا الغوصُ في حضيضِ الهاويةِ فنحنُ الدّخيلون على مجاري تلك الفوضى ،إنّنا في ذمّةِ عنفوانِ تَردّدنا القاتلُ و القتيل.
لا يستهويكَ القادة فلسنا بأسيادِ الأرض و لا الأقلام ،فقط يُحرّضنا الإرغامُ على الصّعودِ حدّ الهامة، فتظننا رسلاً نجسّد الشّجاعةَ و القوّةَ و ما هي إلّا القوّة الخائرةَ الّتي تجمعُكَ بها الهوامشُ و الضّواحي الّتي ينمو منها الشّتاتَ، الأمرُ أشبهُ بجثمانٍ تتناوبُ النقمُ بالميلِ على آثارهِ ،فتنكرنا الأجسادُ و الأسماءُ و تقذفنا نحو المُنتصف، فنعودُ أدراجَنا بتريّثِ الخُطى و كهلِ الوجدان.
دعكَ من هذا الوهن فالخدرُ لا ينهبنا حقّ المواجهةِ و لا يُعيقنا من التّقدّمِ بجسدٍ هزيلٍ و قلبٍ أخرقٍ لكنّهُ يُجيد لغةَ الحبِّ و الحربِ و تجذبهُ الموسيقا بشتّى أشكالها فيتناغمُ بالميلِ و الرقصِ مع نوتات الخذل، فما الّذي تراهُ في مَلمحِ إنسيّ تُرسَم على وجههِ تعابير الفرح في ظلٍّ من الإنكسارات المتتالية؟، تَرى من الجبروتِ ما يجعلكَ تسكن عندهُ، يمكنكَ مناداتهُ بجنديِّ الأرض أو بملائكةِ السّماء، فالفرق الوحيد بينهما هو الموطنُ حيث صلابةُ المرءِ تولدُ، فالسّماء تستدعيكَ لتحلم أمّا الأرض تعلّمكَ كيف تَنتشلُ نفسكَ من القاعِ إلى القمّةِ بين دمعةٍ و ضُحى خذلانها، فنجومُ الأرضِ تُلذعُ لتضيء و تُفنى مراراً لتعي كيف تعيش ،و هنا يحتكّ العاقلُ و المجنون و ينتسبان لرّوحٍ واحدةٍ ،فالأرض هي صورةُ السّماء و لكن بسكانٍ متفاوتين بالنهجِ كافّة، إلا أنّك لن تتمكن من المرورِ بصراطِ السّماءِ دون إجتياز سبيل المحنِ على الأرض.
|غزل حاتم|

التاريخ - 2022-02-25 9:29 PM المشاهدات 357

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا