خاص - بقلم - رولا نويساتي
الزوج يسرق مجوهرات زوجته ... ورسالة اعتذار تلقيبه في قفص العدالة
بعد وفاة زوجها زادت المسؤوليات على كاهل (سامية) وخاصة بعد رفضها لجميعالعرسان الذين تقدموا للزواج منها, بغية تربية (أروى) ابنتها الوحيدة التربية الصالحةدون أن تتعرض لأي مشكلة لاحقاً بوجود زوج أم فيما إذا وافقت على الارتباطبأحدهم... ومع كل الصعوبات التي اعترضت طريقها إلا أنها استطاعت تربية ابنتها كماكانت تخطط إلى أن كبرت وأصبحت تستطيع الاعتماد على نفسها, لكن رغم ذلك يبقى قلبالأم دائماً يحسب ألف حساب ويحمل الهموم على مستقبل أبنائهم فكيف إذا ما كانتكـ(سامية) التي تعلقت بابنتها طيلة تلك السنوات الماضية.
تأني بالخيارات
باعتبار أن (سامية) لم ترزق بصبي يحميها وابنتها من غدر الأيام فقداعتقدت بأن صهرها المستقبلي سيكون لها خير سند, ولذلك فقد قررت أن تشترط علىالعريس الذي سيأتي لطلب يد ابنتها أن يكون (صهر بيت) أي أن يسكن وابنتها في ذاتمنزلها الكائن في منطقة الطبالة بريف دمشق, وذلك حتى تضمن أن تبقى ابنتها تحتناظريها... مرت الأيام سريعاً وبدأ العرسان يتهافتون إلى منزل (سامية) لطلب يدابنتها, إلا أنها كانت تتروى كثيراً لانتقاء صفات ذاك العريس حتى وقع الاختيار علىشاب يدعى (سليم) بعد أن شهد العديد من معارفه وأقرباءه بدماثة خلقه وحسن سيرته,كما أن (سليم) قد وافق على شرط (سامية) بالسكن في منزلها, حيث تمت مراسم الزفافالتي اقتصرت على المقربين فقط, لينتقل العروسان إلى القفص الذهبي خلال فترة قصيرة.
حرامي البيت لا ينطر
كانت الأمور تسير على ما يرام كما أن (سليم) أظهر بأنه مثال للرجل الشهمالكريم ذو الأخلاق الحسنة, لكن (سليم) لم يستطع إبقاء القناع الذي كان يضعه فترةطويلة فسرعان ما ارتدى وجهه الحقيقي بعد عدّة شهور من زواجه, لم تكن سوسة (سليم)تتمثل باحتساء الخمر ولا بشرب الحبوب المخدرة ولا حتى بسوء معاملته لزوجته, وإنماكانت سوسته الوحيدة هي سرقة أي قطعة ذهبية أو نقدية من زوجته أو حماته قد تقع عينهعليها, دون أن يترك وراءه أي دليل, وكان يبيعها ويصرف ثمنها على أكله وشربهوملابسه... لم تدع (سامية) وابنتها أحداً من الجوار ولا حتى الأقارب الذين يترددونإليهما سوى واتهمته بالسرقة مبعدين جميع الشبهات عن (سليم) الذي كان شعاره دائماً(بسيطة الله بعوض).
فرصة مناسبة
جن جنون الأم وابنتها حول اختفاء تلك القطع من وسط منزلهم دون دليل يدينأحد, إلى أن شاء القدر أخيراً بالإفصاح عن ذاك الحرامي المحترم, وذلك عندما طلبت(أروى) من زوجها ذات يوم الذهاب إلى أحد المطاعم كنوع من أنواع (تغيير الجو),عندها وافق (سليم) على أن تدفع هي أو والدتها ثمن تلك العزيمة كونه لا يملك النقودالكافية حالياً, إلا أن اقتراحه جاء بالرفض وذلك لعدم توفر الفائض من النقود معهماأيضاً, بقيت زوجة (سليم) تلح عليه وتنق فوق رأسه, حتى جاءت الفرصة المناسبة وذلكعندما رأى زوجته تخلع جنزيرها الذهب من يدها الذي كانت قد قدمته لها والدتها فييوم زفافها, وقامت بتخبئته في خزانتها داخل علبة المجوهرات بين الثياب, وقد كان ذلكأثناء تظاهر (سليم)بالنوم, في اليوم التالي قام (سليم) باقتناص فرصة وجود أقرباء (أروى) في زيارةلهم, حيث كان المنزل يعج بالزوار, وقام بسرقة الجنزير مع كتابة اعتذار خطي لزوجتهوالتعهد لها بإعادة ثمنه بأقرب فرصة ممكنة, مع الطلب بمسامحته وعدم الدعاء عليهدون الإفصاح عن اسمه.
عزيمة على حسابها
في اليوم التالي استطاع (سليم) بيع الجنزير لأحد الصياغ وقبض ثمنه, حيثقام بالاتصال بزوجته ووالدتها على الفور وطلب منهما تجهيز نفسيهما للذهاب معه إلىالمطعم, وعند سؤاله (من أين لك هذا) جاء الجواب بأنه قام باستدانة مبلغ من أحدرفاقه حتى يلبي رغبة زوجته... فرحت (أروى) لما سمعت وانطلقوا إلى أحد مطاعم دمشقالقديمة ليأكلوا ويشربوا ما لذ وطاب, وما إن انتهوا حتى عادوا إلى منزلهم وهم فيقمة السعادة, غير مدركين للمصيبة التي تنتظرهما, بعد ثلاثة أيام فتحت (أروى)خزانتها للاطمئنان على وجود الجنزير الذهبي, وما إن فتحت علبة المجوهرات حتى كانتالصدمة مع اختفاء الجنزير والعثور على رسالة اعتذار من الحرامي المحترم... جن جنون(أروى) لما رأت وبدأت تنادي لوالدتها التي تجمد الدم في عروقها ما إن رأت تلك الكارثة,وبدأا يفكران عن الحرامي الذي وصلت به الجرأة إلى ذاك الحد.
على نفسها جنت براقش
بعد استعراض جميع من دخل منزلهما من أقرباء وجيران خلال الثلاثة أيامالماضية لم تلحق التهمة بأحد, وذلك لعدم دخول أحد منهم إلى غرفة نوم (أروى) لكن معالتفكير بهدوء ومحاولة معرفة خط كاتب هذه الرسالة تم العثور عليه ومعرفته كون(أروى) تعرف جيداً خط زوجها ولا يمكن أن تضل عنه, عندها فقط أدركتا بأن حراميالمنزل الذي حرق أعصابهما طيلة الفترة الماضية ما هو إلا (سليم) الصهر الشهموالزوج المحب... ودون سابق إنذار وقبل أن تتأكد (سامية) أو أن تستفسر عن صحةمعلوماتها هي وابنتها, كبحت جام غضبها وانطلقت إلى قسم الشرطة مع الرسالة التيتركها صهرها في علبة مجوهرات زوجته, وسردت لهما تفاصيل ما حدث معهم مشيرة لهم بأن(سليم) قام بعزيمتها وابنتها على المطعم على حسابها وذلك من ثمن الجنزير الذهبي,حيث تم إرسال دورية شرطة في مساء ذات اليوم وألقت القبض على ذاك الحرامي الساذج,ليقوم بالاعتراف بالتهمة المنسوبة له دون إنكار وذلك لتوفر الأدلة ضده التي تمتمواجهته بها, ليتم تنظيم الضبط اللازم بحقه ومن ثم إحالته للقضاء لينال جزاءهالعادل.
فرصة مناسبة
التاريخ - 2015-08-08 4:18 PM المشاهدات 910
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا