عم تدور على وظيفة ما فيها تعب.. بدك وظيفة تجبلك مدخول شهري عالي بدوام مريح.. بدك وظيفة براتب ثابت يضمنلك مستقبلك.. أي لا تتعب حالك عزيزي المواطن، لأن ببلدنا ماضل هيك وظائف.. واذا انوجد فهي لناس وناس..
سورية الحدث - محمد الحلبي
أما إن كان فعلاً بدك تحصل على الرقم أعلاه كراتب شهري فعليك أن تعمل بثلاث وظائف على الأقل، أو أن تنذر نفسك لعمل واحد بساعات عمل تتجاوز 12ساعة في اليوم، ومع كل ذلك فهذا الراتب وإن حصلت عليه فلن يكفيك لأن تعيش بأقل مقومات الحياة اليوم، وخصوصاً إن كنت تعيش مع عائلتك بمنزل أجار ..
لذلك حتى تكون أبٌ لأسرة سورية مهما قلّ عدد أفراد أسرتها يجب عليك أن تضع نصب عينيك على وظيفة راتبها الشهري يفوق المليون ونصف المليون ليرة سورية، فما أصعب أن تكون أبٌ في سورية اليوم..
وظيفة الأبوة :
حتى تكون رب أسرة في سورية اليوم يجب عليك أن تتمتع بالمزايا والصفات التالية : أن تكون وزيراً للمالية تضع كل ليرة في مكانها الصحيح دون تبذير وأن تكون وزيراً للاقتصاد .. تجلب لأسرتك ماهو ضروري لاستمرار حياتهم، وتتجاهل كامل متطلباتهم التي باتت تصب في خانة الكماليات علماً أنها كانت من أبسط حقوقهم كي تستطيع أن تكمل الشهر.. أن تكون وزيراً للكهرباء.. فإن تكرمت عليك وزارة الكهرباء وجاءت بالتيار الكهربائي لمنزلك قم من تلقاء نفسك وأطفئ جميع المصابيح والمراوح والمكيف وحتى شواحن الموبايل لأن هذا حرام وتبذير.. وفاتورة الكهرباء لاترحم.. حتى تكون أبٌ في سورية يجب أن تكون طبيباً.. تحاول أن تتحايل على مرضك وتقتله بالمسكنات حتى أخر رمق، لأن زيارة الطبيب قد تكلفك نصف راتبك الشهري إن كنت موظفاً حكومياً..
كي تكون أباً في سورية يجب عليك أن تتمتع بقوة شمشون.. وحكمة لقمان.. وصبر أيوب، وقد تتنازل عن كبريائك وعزة نفسك بعيداً عن عيون أبنائك كي تحصل لهم على قوت يومهم، وكي لا تهتز في عيونهم صورة ذلك الجبل الذي لاتهزه الريح..
آيها الأبناء ارحموا أباءكم فكم من دموع يذرفها الرجال في الخفاء اليوم، وهم يتمنون فعلاً أن لا تشرق عليهم شمس يوم جديد، لأنهم يأسوا من هذه الحياة.. وكي لا يروا مكروهاً يصيبكم وهم على قيد الحياة، وقد أعجزتهم الحيلة لأسعادكم..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا