سورية الحدث - محمد الحلبي
لا أريد أن أتحدث كثيراً عن أسعارالحلويات هذا العيد وأقول أنها أصبحت من الكماليات، لأنها لم تعد من الكماليات فحسب، بل صارت من المحرمات بعدما حلقت أسعارها وأصبح راتب الموظف بالكاد يشتري نصف كيلو حلو عربي من النوعية الجيدة..
فمن خلال جولة صغيرة على أسواق الحلويات في العاصمة دمشق تجد أن أسعار الحلويات في المحلات الشعبية تتراوح بين 15 ألفاً إلى 20 ألفاً بالنسبة للمعجنات، أو ما تعرف بالنواشف (البرازق والغريبة والعجوة) بينما تصل أسعار هذه الأصناف في المحلات المخملية إلى أكثر من 50ألفاً للكيلو الواحد، بينما الحلويات العربية (كول وشكور -بللورية-بقلاوة) فسعرها الشعبي يتراون بين ال 25 ألفاً وحتى 50ألفاً للكيلو الواحد، أما المبرومة فيتراوح سعرها بيت ال 35 ألفاً وحتى 60 ألفاً.. أما سعر هذه الأصناف للنوعيات الجيدة فتتراوح بين ال 100 ألف إلى 150 ألف ليرة سورية، وبحسبة بسيطة نجد أن سعر قرص المعمول بالفستق الواحد يصل إلى 4500 ل.س، وقطعة المبرومة كذلك، مايعني أن صحن الضيافة للشخص الواحد إذا حوى على ستة قطع فقط فيصل سعره إلى 27000 ل.س..
انا لا أستطيع!..
كان والدي يحصرص أن يكون في صحن الضيف قطعة على الاقل من كل نوع من أنواع الحلويات الشرقية، فإذا زارنا خمسون ضيفاً في العيد فقط فهو بحاجة إلى شراء حلويات بمليون وثلاثمائة وخمسون ألف ليرة سورية، أي راتب موظف درجة أولى لعامٍ كامل.. انا لا أقدر على هذا اليوم وهو كذلك..
الحلويات المنزلية
حتى الحلويات المنزلية ستغيب بمعظمها هذا العيد، إذ أن أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعتها تحلق عالياً، حيث وصل سعر كيلو السكر إلى 4500، والطحين 4000، والسمنة النباتية 17000 ل.س، أي أن الحلويات المنزلية بحاجة أيضاً إلى راتب موظف لشهر كامل لإعدادها وحفظ ماء الوجه أمام ضيوف العيد...
فهل ستزورنا هذا العام ياعيد؟.. ستمر علينا غريباً.. وسترحل غريباً.. سوف لن تجد الضحكات لتزورها كما كنت تفعل سابقاً.. فابحث عن أناس تزورهم في غير هذه البلاد...
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا