أوقفوا هدم حديقة السبكي بدمشق..

سورية الحدث - محمد الحلبي
أنا متأكد أنه من أصدر قراراً بهدم #حديقة_السبكي - أو حديقة زنوبيا كما هي تسميتها في محافظة دمشق -  أو جنينة البط كما يسميها أهالي دمشق، وتحويلها إلى مرآب لا يمت للعاصمة دمشق بصلة، فهو لا يعرف أن هذه الحديقة راسخة بجذور العاصمة دمشق منذ عقود..  حيث تم إنشاؤها عام ١٩٥٠ وتم تسميتها بالسبكي نسبة للشيخ أبو النصر تاج الدين السبكي..

من أمر بهدمها وتحويلها لمرآب  لا يعرف أن خطوات الطفولة وأحلامها والبريئة لأهالي دمشق وزوارهم اجتمعت حول بحيرتها لترى طيور البط وقد تراقصت في الماء وهي تنتظر ما سيرمى لها من أطايب الطعام..
هو لا يعلم أن الأطفال التي بداخلنا ما زالت تلهو في أراجيحها إلى اليوم..
هناك رجل يستنشق سيجارته بنهم وهو يسرح بخياله، وهناك أم تنادي على ولدها الصغير الذي أفلت يدها وراح يركض نحو بحيرتها، وهناك مقعد ضم صحبة الجامعة، تراكضت ضحكاته بالطرق المتعرجة بين جنبات المروج الخضراء التي تحيط بالحديقة كما يحيط السوار بمعصم العروس.. ومقعد آخر حفر عليه حرفين وقلب يخترقه سهم شاهد على ذكرى ولادة حب جديد..
 على أبوابها بائع عرانيس الدرة يبكي اليوم، وبائع البوشار يداري دمعة  يائسة تسكب على تاريخ يريد أن يمحى..
من أصدر هذا القرار لا يعرف عن تاريخ دمشق شيئاً.. ولا يمت لدمشق بصلة، هو يرى هذا المكان عبارة عن آلة لطبع النقود، دجاجة تبيض ذهباً بالمجان، هو لا يعنيه أن تدفن رئة دمشق ومتنفس الكثير من أهلها..
أتريدون أن تستبدلوا الثوب الأخضر بحجارة صماء؟
أيها السادة، ويا أصحاب السعادة، أوقفوا هذا القرار رفقاً بدمشق وأهلها.. وابحثوا عن ما يملأ خزائنكم بعيداً عن تاريخ ومعالم أقدم عواصم التاريخ.