شبكة سورية الحدث


"العائلية" في درعا أداة لدعم جهود المجالس المحلية في التنمية والمصالحة الوطنية

 

سورية الحدث ..هيثم علي  
 تحتل العائلة و العشيرة مكانة بارزة في الثقافة العامة لمنطقة حوران، بحيث لها دور اجتماعي مهم في ضبط سلوك أفرادها وتحقيق الأمن المحلي بدرجات معينة، وصولاً إلى مساهمتها في تحقيق المصالحة الاجتماعية كما فعلت عائلات المصري والمسالمة في عدة مناطق، والبردان والزعبي في مدينة طفس على سبيل المثال،  على اعتبار أن ابناء العائلة تجمعهم القرابة والنسب، ويشتركون في ملكيّة واحدة عموماً، كما يلتزمون بالتضامن والتعاضد في جميع الأمور الخاصة بالعشيرة أو العائلة، وهو ما شهدته منطقة حوران في الانتخابات الأخيرة لمجالس الإدارة المحلية التي انتهت قبل أيام في المحافظة.
وعلى عكس المتوقع لم يكن دور العائلات سلبياً في الانتخابات، بل فرضت العشائرية والعائلية نفسها بقوة على الساحة الانتخابية، وعززت حضورها على مسرح الإعداد للانتخابات والترشيح لها والمشاركة في التصويت وحتى الفرز النهائي للمرشحين، فغالبية المرشحين هرولوا نحو عشائرهم، وعادوا إلى قواعدهم الانتخابية طلباً للدعم والتأييد والترشح باسمها، ولا يمنعهم قانون الانتخاب من ذلك، وتأكيدا على أهمية الطابع العشائري في المشهد الانتخابي في المحافظة، فقد شكل مرشحوا العائلات الكبيرة نسبة مرتفعة بين الأسماء التي تقدمت للترشيح، وحتى من بين المرشحين الذين تم اختيارهم في قائمة الوحدة الوطنية، لا سيما في المناطق الريفية، فمثلاً حقق ممثلو العائلات في عدد من المجالس نتائج لافتة من بينها مجلس بلدية أم ولد حيث حصلت عائلة الرفاعي على ٨ مقاعد من أصل ١٠ مخصصة، وفي مجلس بلدة نصيب ذهبت  ٨ مقاعد لعائلتي الراضي والرفاعي من أصل ١٠ مقاعد، بينما في مجلس بلدة عين ذكر نالت عائلة البيني ٦ مقاعد، وفي مجلس بلدة نافعة كانت حصة عائلتي السموري والنابلسي ٨ مقاعد، وفي مجلس داعل نال مرشحو عائلتي الجاموس والشحادات  ١٢ مقعداً ايضا، وتقاسمت عائلتي العبود والصلخدي عضوية مجلس بلدة النعيمة، ونجح  ٧ مرشحين من عائلة زين العابدين من ١٠ مقاعد في مجلس بلدة سحم الجولان، وحصل مرشحو عائلتي الصبيحي والمصري على ٨ مقاعد في مجلس بلدية عتمان من ١٠ مقاعد، وفي مجلس مدينة بصرى الشام حصلت عائلة المقداد على ١٣  مقعداً من اصل ٢٥ مقعدا.
 وبمقارنة بسيطة بين أعداد أبناء العائلات الذين تم الإعلان عن نجاحهم في الانتخابات قبل أيام مع عدد أبناء نفس العائلات الممثلين في المجالس التي قاربت ولايتها على الانتهاء، يمكن القول بأن الأعداد متقاربة  كونه نفس العائلات هي التي تقطن في هذه البلدات وتشكل أغللبية سكانها، وأن تمثيلها العائلي لا يتغير في انتخابات الإدارة المحلية .
الفائز في انتخابات مجلس مدينة درعا غسان الصياصنة تحدث بأن للعائلة دور مهم في حوران ويمكن توظيفها في المشاركة بالتنمية المحلية عبر التشبيك بين العائلة والمجلس المحلي، من خلال التعاون بين أفراد العائلة ذات الخبرات المختلفة والإمكانات المتنوعة، لتقديم الدعم المشترك لموضوع أو قضية من قضايا التنمية الاجتماعية، و تعبئة قدرات أبناء العائلة والمجلس المحلي في أي برنامج تنموي بهدف تحقيق أهداف معروفة ومحددة مسبقا، إلى جانب أهمية التشبيك لتنفيذ عدد من المهام في الخطة المتفق عليها، بحيث يحقق مجموع المهام المشتركة الأهداف من خلال المشاريع المهمة، وأهمها مشروع الصرف الصحي في وادي الزيدي،  والاتجاه للطاقة البديلة لإنارة الأحياء ومناطق درعا البلد.
بينما قالت هوازن العيسى الناجحة في انتخابات بلدية تل شهاب سنسعى خلال المرحلة القادمة لتأسيس وبناء علاقات جيدة بين العائلات من جهة والمنظمات الأهلية لخلق قنوات للتعاون والحوار بين بعضها البعض من جهة، وبينها والجهات المعنية في الحكومة، عبر ممثلها مجلس البلدة، من جهة أخرى. والتخطيط لتنفيذ المشروعات التنموية المتوقفة وخصوصاً مشروع المنتجع السياحي المتوقف مقابل شلالات تل شهاب منذ سنوات طويلة، والاستفادة من آثار ومطاحن وشلالات البلدة الأثرية لاستثمارها بمشاريع سياحية.
واضافت بأن العمل يمكن من جهة أخرى عبر توظيف العلاقات مع الفاعلين الاخرين الذين فازوا معنا في الانتخابات من أبناء العائلات في دعم عملية السلام وحل الخلافات التي نشأت خلال الأزمة، وتفعيل مفهوم الانتقال الشامل لعملية حفظ السلام إلى بناء السلام، وذلك باستخدام العلاقات الخاصة، عبر دور أبناء العائلات الفاعل بالمجتمع وأرضيتهم الواسعة والفاعلة في محيطهم العائلي.
توجيه الجهود والأموال وكافة الإمكانيات الى برامج تنموية استراتيجية طويلة الأمد ذات أهداف واضحة هي أهداف مهمة بحسب حديث الناشط المجتمعي الدكتور يوسف المنجر  لنا واضاف: المرحلة القادمة هي مرحلة إعادة الإعمار، اعمار القلوب والنفوس قبل بناء الحجر، عبر ممثلي المجالس المحلية وأصحاب العلاقات الاجتماعية في المدن والبلدات، واستقطاب الدعم المالي والمادي للبرامج التنموية من الجهات الداعمة، وتوعية المجتمع بأهمية الدور الذي يقوم به المجتمع المدني في تحقيق اهداف التنمية المستدامة، وبناء صورة إيجابية للعمل التطوعي، وتوجيه نحو العمل التنموي لبناء سلام محلي يكون أطرافه أبناء المجتمع والعائلات في منطقتنا عبر توظيف التشبيك لفرض نفسه أكثر في مجال المناصرة منه في المجالات الاخرى من العمل المدني.
وأكد  السيد احمد المصري الفائز بالانتخابات كمستقل بمجلس المحافظة  أهمية دور العائلة  في الحفاظ على النسيج الوطني من خلال رصد القضايا المجتمعية سواء الإيجابية أو السلبية، حتى يتم تدعيم الإيجابي منها ومحاربة أي ظاهرة سلبية تطرأ من البداية، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بدعم جهود المصالحة وغرس مفهوم السلام المحلي ونبذ اي خلاف طرأ خلال الأزمة  عبر الاشخاص الفاعلين بالمجتمع والفائزين بمقاعد مجالس الإدارة المحلية، لأننا جميعاً على قلب رجل واحد من أجل الحفاظ على تحقيق الاستقرار والأمن الاجتماعي للمجتمع، واستكمال مسيرة التنمية والبناء والحفاظ على المصلحة العامة لجميع المواطنين، وسنعمل على تكثيف عقد اللقاءات الجماهيرية المتعددة مع أهلنا والتنسيق مع الجهات المعنية لحل المنازعات والمشكلات التي قد تطرأ في بعض الأحيان.
اليوم الفرز السياسي للانتخابات لا يزال عشائرياً بالدرجة الأولى، ولدى أي عضو في مجالس الإدارة المحلية بمجلس المحافظة ومجالس البلدات والبلدان قناعة كاملة بأن عليه أن يخدم عشيرته، وإذا لم يفعل ذلك، فلن تكون لديه الفرصة لتجديد مقعده، ما يجعل ولاءه بالدرجة الأولى لمنطقته الانتخابية وأفراد عشيرته، وهذا مهم للتنمية المحلية، ومن المهم أيضاً مشاركة هذه العائلات اليوم في نشاطات بناء السلام المحلي في المحافظة، وأن يفهم المرشح  أين وإلى أي حد تكون العائلة والأطراف الفاعلة دورها  مهما، في هذه العملية.
 طلبنا  من المرشح  الفائز في الانتخابات من ابناء العائلات النافذة في المجتمع أن يساعد في وضع حلول للمشاكل التي يعانيها الناس، ويقف مع المواطن في حل مشاكله المعيشي، ويكون  له دور في بناء السلام وتعزيزه في محافظة درعا، وتعزيز سيادة القانون،  والمساعدة في نزع سلاح المتخاصمين السابقين، وإعادة دمجهم في عملية تنموية أكثر شمولًا. والإسهام في عملية  الاستقرار والسلم الأهلي، وفي تحويل التنوع على أشكاله إلى حوافز للبحث عن حلول تستجيب لمصالح مختلف الفئات، وتكون هي المدخل إلى الاستقرار  الاجتماعي. ليكون دورهم في نشر الاحترام والتضامن والوئام الاجتماعي وسيلة للقضاء على مفرزات الأزمة التي مرت فيها المحافظة، والمساهمة ببناء سلام حقيقي يكون المبادرين له كل طرف فاعل وله تواجد في العائلة.

التاريخ - 2022-09-23 7:33 PM المشاهدات 801

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا