الGPS وحكايا طريفة مع سائقي السرافيس.. 

سورية الحدث - محمد الحلبي  
ما زالت عقول سائقي السرافيس تبحث عن مخرج لمصيدة ال GPS، فبعد أيام النعيم وليالي الملاح والعسل التي تذوقها هؤلاء على حساب راحة المواطنين باتوا غير قادرين على العوة إلى ما كانو عليه من عمل وشقاء طوال اليوم، فنحن لا ننكر أن مهنة السائق هي من أصعب المهن، لكن ستغلال حاجة الناس أمر مرفوض..

هل ظلمهم ال GPS؟
محافظة دمشق أعلنت أن أخطاء المنظومة الجديدة لمراقبة عمل وسائط النقل العامة لا يتجاوز ال ١٪ فقط، لكننا للأمانة نقول أن هناك ظلم للبعض، ولم تحسب لهما المحافظة أو هندسة المرور أو المسؤول عن برمجة الجهاز أي حساب..
الأولى هو عدم الأخذ بعين الاعتبار لتلك الخطوط والطرق التي تقع في أماكن مرتفعة.. ك مساكن_الحرس،و ضاحية_قدسيا، و ميكرو جادات_سلمية وغيرها، ففي هذه الحالة يزداد صرف المحروقات بنسبة كبيرة للميكرو الذي يعمل على هذه الخطوط بالمقارنة مع باقي الخطوط التي تسير بطرق مستوية..
المسألة الثانية هي وجود نسبة كبيرة من سائقي السرافيس يسكنون في الأرياف البعيدة التي تزيد مسافتها عن ال ١٠ كيلو متر، وهي المسافة المحددة ضمن الجهاز لاحتساب الكيلو ميترات المقطوعة ضمن الجهاز، فإذا ما خرج الميكرو عن مساره لمسافة ١٠ كيلو متر فسيتوقف الجهاز عن احتساب المسافات المقطوعة.. وهنا ظُلم أصحاب السرافيس الذين يقطنون  في الأرياف البعيدة مرة أخرى..

نهفات السائقين 
ما زال السائقون يبحثون عن طرق للتحايل على الجهاز، ويألفون قصص وحكايا عن مقدرتهم بالتلاعب بالجهاز ليفاجئوا بمخصصات قليلة عند تعبئة الوقود..
أطرف القصص هي تركيب جهازين أو اكثر على سرفيس واحد، وقد أعلنت وزارة التجارة الداخلية عن رصدها لميكرو يوم أمس قام بتركيب جهازين على ميكرو واحد.. ونسي أصحاب هذه الفكرة - أصحاب فكرة تركيب أكثر من جهاز على ميكرو واحد- أن لوحات المراقبة ستظهر أكثر من نقطة على جهاز المراقبة تسير معاً، وتتوقف معاً، وقد تخرج عن المسار المحدد معاً، وهذا يسهل اكتشافه فوراً إذ يعطي الجهاز تلقائياً إشارات للوحات المراقبة..
ثاني النهفات هو تركيب بطارية للجهاز كي يحتسب كيلو مترات وهو متوقف، وهنا نعود للوحات المراقبة التي ترفض احتساب كيلو مترات بمكان واحد دون تحرك الآلية كونها منظومة متكاملة.. وهنا نستذكر ما أوردته الجهات المعنية عن أحد السائقين في اليوم لتطبيق آلية ال GPS الذي تزود بالوقود وذهب إلى سوق الخضرة، ومن ثم عاد إلى بيته حتى صباح اليوم التالي، كونه لم يقتنع أن جهاز صغير سوف يغير حياته، طبعاً كانت حصته ليتراً واحداً في اليوم التالي..

ختاماً
هي رسالة لأصحاب السرافيس، إما العمل كما كنتم في السابق، ومطالبة الجهات بتعديل الأجرة بشكلٍ عادل، لأن المواطنين ليس لهم علاقة بهذا الموضوع، أو اقبلوا بما قسمته الحكومة لكم من مخصصات تتناسب مع عملكم..