شبكة سورية الحدث


قدم حبيبته لصديقه.. والأب يكتب السطر الأخير في حياة ابنته

خاص - بقلم محمد الحلبي نعود من جديد إلى قصص التفكك الأسري وما ينتج عنه من مصائب ترمي بحملها على الأبناء، وننسى أننا كنا السبب في النتائج المأساوية التي تنتهي بها تلك القصص, وإذا كان المشرِّع قد أباح للرجل الزواج مرةً ثانية وثالثة ورابعة إلّا أنه اشترط ضوابط لتلك الزيجات حماية للأسرة من الضياع والتفكك.. أبغض الحلال كبر أولاده وتزوجوا جميعاً وبقيت (يارا) ابنة السبعة عشر ربيعاً في المنزل, وربما تذكر والدها بعد أكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً من الزواج من والدة (يارا) أنها لم تكن الزوجة المناسبة له وأنها لم تسعده في حياته, ولهذا قرر الزواج بأخرى أكثر غنجاً ودلالاً وأصغر سناً من زوجته الأولى.. فقام بإرسال زوجته والدة ( يارا) إلى بيت أهلها مع كلمة "أنت طالق" لتبقى (يارا) تعيش في كنفه و كنف زوجته الجديدة التي اعتبرتها كخادمة في البيت.. وهكذا مرَّت الأيام بين ظلمٍ واضطهادٍ حتى دخل المدعو (وسيم) حياتها فكانت النظرة و الإبتسامة والموعد ومن ثم اللقاء الذي كان بدايةً في الحدائق العامة قبل أن يتحول إلى لقاءات خفية عن عيون الناس عندما قالت له (يارا) أن خالتها زوجة أبيها كثيراً ما تتركها وحيدة في المنزل عندما تزور أهلها فوعدته أن تتصل به كلما سنحت لها الفرصة بذلك.. وما هي إلا أيام حتى دخل (وسيم) من الباب خلسةً ليختلي بـ (يارا)، وببضعةِ كلماتٍ منمقةٍ استباح عذريتها بعد أن وعدها بالزواج لتتكرر تلك اللقاءات في السر لعدّة أشهر قبل أن يختفي العاشق الولهان مع حصانه الأبيض إلى مكانٍ مجهول.. الهاتف المسموم ظلت (يارا) تبحث عن حبيبها الذي اختفى طويلاً قبل ذلك اليوم عندما رنَّ هاتفها النقال ليأتيها صوت شاب من الطرف الآخر يطلب منها لقاءها لإخبارها عمّا حل بحبيبها (وسيم) معرفاً عن نفسه أن اسمه (رضا), وفي ذلك اللقاء أخبرها (رضا) بأن (وسيم) قد غدر بها وتزوج من فتاةٍ أخرى, وأنه أشفق عليها ورأى أن من واجبه إخبارها كي لا تعيش في عالم الأوهام وهي ترجو عودة (وسيم) لها... ورويداً رويداً بدأ (رضا) يرمي بشباكه حول (يارا)، وعمل جاهداً على استمالة قلبها نحوه, في حين كانت هي تبحث في ذات الوقت عن طوقِ نجاةٍ ينجيها من عواقب فعلتها مع (وسيم)، ما سهَّل مهمة (رضا) في الوصول إلى مآربه لينهش لحم (يارا) كما فعل صديقه من قبل.. وقد تكررت زيارات (رضا) لمنزل (يارا) حتى لاحظت إحدى الجارات دخول (رضا) المتكرر إلى منزل جيرانهم, فأخبرت زوجها بذلك ليسرع هذا الأخير بعد أن تأكد من كلام زوجته ويخبر والد (يارا) عمّا يدور في منزله بغيابه.. ليلة دامية أسرع والد (يارا) في تلك الليلة إلى مسدسه، ومن ثم صعد إلى غرفة ابنته في الطابق العلوي ودخل عليها وراح يستنطقها.. وما بين الخوف من أبيها والحقيقة التي كان لابد من أن تبوح بها اعترفت عن ما كان من أمرها, وكيف أن (وسيم) كان قد غدرَ بها بعد أن وعدها بالزواج ليأتي (رضا) من بعده ويعدها بأنه سوف يتزوج منها ليستر عليها, لكن أباها أطلق العنان لمسدسه لتخرج منه طلقةً استقرت في رأس ابنته فأرداها قتيلة، ومن ثم سلَّم نفسه إلى قسم الشرطة في المنطقة ... في المحكمة في قاعة المحكمة اعترف الأب أنه قتل ابنته بدافع الشرف بحجة أن المغدورة لطخت سمعة وشرف العائلة بفعلتها تلك.. وبالاستماع إلى روايات الشهود أكدت تلك الجارة التي أخبرت زوجها بالواقعة أنها كثيراً ما شاهدت شاباً يدخل خلسةً إلى منزل جارهم، وأدلت بأوصافه إلى هيئة المحكمة، و أضافت تلك الجارة أنها عندما كانت تسأل جارتها عن مكان تواجدها في وقت دخول الشاب, وطبعاً دون إخبارها بما كان يدور في منزلها بغيابها كانت تجيب أنها في زيارةٍ لأهلها، و أمام عجزها عن إيجاد حلٍ لتلك المشكلة قررت أن تخبر زوجها بالأمر ظناً منها أنها ستمنع وقوع المحظور... فيما أفاد شاهد آخر أنه رأى شاباً في إحدى الليالي يدخل إلى منزل المغدورة ليلاً تنطبق عليه ذات الصفات التي ذكرتها الشاهدة الأولى, واستغرب وقتها قدوم هذا الشاب إلى منزل جاره وفي وقتٍ متأخرٍ من الليل, وأفاد أنه شاهد المغدورة تفتح له الباب فاعتقد أنه قريب لهم، ولم يعر للموضوع بالاً.. وأمام هذه الوقائع رأت هيئة المحكمة أن فعل القتل قد وقع بدافعٍ شريف, حيث تم إحالة والد (يارا) إلى محكمة الجنايات بدمشق ليُحاكم بتهمة القتل العمد بدافع شريف, فيما ألقي القبض على المدعو (رضا) بعد أن تم استدراجه ليعترف أنه كان قد جامع (يارا) مجامعة الأزواج أكثر من مرة, و أفاد أن المدعو (وسيم) كان قد فض بكارة المغدورة قبله واعداً إياها بالزواج ومن ثم ابتعد عنها كي لا يتورط بها، وأن (وسيم) هو من أعطاه رقم جوالها ليتمتع بها هو أيضاً كونها فتاةً ساذجة ويسهل خداعها على حد تعبيره .. و بناءً عليه أحيل المدعو (رضا) إلى القضاء المختص بتهمة إغواء قاصر, فيما أذيع البحث عن المدعو (وسيم) الذي توارى عن الأنظار في مكانٍ مجهول بعد اعتقال صديقه (رضا) إيذاناً لتقديمه إلى القضاء لينال جزاءه العادل.
التاريخ - 2015-08-22 12:27 PM المشاهدات 1280

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا