لعنَةُ الحُبّ .. !!
انغماسُها بِكُلّ حواسِها في صومَعَةِ غرامِه ..
انخِراطُها الّلامحدود في عالمِه ..
ذوبانُ الحروفِ على ثغرِها في حضرةِ عينَيه ..
انصِهارُ كيانِها بينَ يدَيه ..
زوَالُ قوَّتها أمامَ كلماتِه ..
ضعفُها الهزيل في خِضَمِّ جبروتِ غَزَلِه ..
بل تلاشي جبروتُ كبريائِها أمام طُغيانِ كلامِ عينَيه ..
هدوءُ ضجيجِها أمامَ ضجيجِ هدوءِه ..
قبولِها دونَ تردُّد .. لحياةٍ ببعضِ الشحوب .. مُقابِلَ بريقِ مُقلَتَيه ..
احتراقِها بنارِ غضبِه تارةً .. و تارةً أُخرى تجمُّدِها ببرودةِ أعصابِه .. قبولِها لِكُلّ تقلُّباتِ مزاجِه ..
مادامَ _في نهايَةِ المطاف_سيُلقي نفسَهُ بينَ ذِراعَيها باحِثاً عن الأمانِ في عينَيها .. مُستَشِفّاً الحنانَ من لمسةِ يدَيها .. ناهِلاً الطمأنينة مِن قُبُلاتِ ثغرِها ..
تمَسُّكَها بِغموضِه .. رُغمَ مُناشداتِها بالوضوح .. آثَرَتْ الغوصَ في غموضِه .. و التعمُّقَ فيه .. مادامَ _في نهايةِ المطَاف_
سيتَعرَّى من هيبتِهِ أمامَها ليكشِفَ لها ضعفَهُ تارةً و حملِه الثّقيلِ تارةً أُخرى .. و يتحسَّس عطفها و يستمِدُّ قوّةً من دعمِها الجريء ..
هذا الرابِط المليء بالتّناقُضات ..
مغموسةٌ هيَ في هواه .. مُغرَمٌ هوَ في وجودِها ..
تأثيرُ نظرَةُ عينَيه عندما يكونُ الهَدَف عينَيها ..
اجتياحُ حُبِّهِ لقلبِها ..
هطولُ أمطارِ حُبِّهِ على صحراءِ قلبِها ..
حضورَهُ الّذي قاطعَ شرودَ وحدَتِها ..
وجودَهُ _قريباً أو بعيداً_ الَّذي آنَسَ لياليها ..
حضنها الّذي صارَ ملجَأَهُ .. كتِفَها الّذي صارَ مُتَّكَأً لرأسِهِ المُثقَل بالهموم .. قلبَها الّذي صارَ لَهُ أُمّاً .. و داوى مرارَةَ يُتمِهِ .. حتّى صارَ مُتيَّماً بِها ..
كتاباتِها لعينَيه .. و أشعارَهُ لضحكتِها ..
توغُّلِهِ بتفاصيلَها .. وغيابهما عن العالم معاً ..
نسيانِهما معاً .. مرارة أيامهما ... بحلاوة غرامهما ..
تجاوُزهما كل العقبات .. معاً ..
لعنَةُ الحُبّ .. !!
أيُّ نوعٍ مِن السّحرةِ هُوَ .. ؟!
و أيُّ نوعٍ مِنَ المُؤثِّرات لديها .. ؟!
أيُّ قدَرٍ مِنَ المُستحيلات .. جمَعَهُما معاً .. ؟!
من غيرِ إنذارٍ .. و على غفلةِ عَين .. و في وقتٍ عصيبٍ على الاثنَين .. قُرِعَت طُبولُ الحُبّ .. رُفِعَت أعلامُ الخضوعِ لِسُلطانِ القلوب .. 《 الحُبّ 》 ..
بل وَ لعنَةُ الحُبّ .. أشعَلَت فتيلَ علاقةٍ بنارِ احتياجٍ أكثَرَ من نارِ الحُبِّ ذاتِه ..
فاحَت كعِطرٍ عميق الأثَر .. رائِحَةُ الحُبّ ..
وقَفَ الزَّمان .. و اضطرَبَ المكان ..
و تاهَ قلبان .. و لا مرسى لحضورِ عاشِقان .. في هوى الشوقِ غارِقان ..
الجو مُناسبٌ للوقوعِ في حُبِّها مرّةً ثَانية وثَالثة ولِلأبَد ..
بلِ الجوّ مُناسِبٌ للغرَقِ في عينَيهِ أكثَر بَعد ، و للأبَد ..
لعنةُ الحُبّ .. غرَقٌ و انغِماسٌ و توَغُّل .. اجتياحٌ و احتياجٌ و انخِراطٌ .. ذوبانٌ و انصِهارٌ و تكوينٌ جديد ..
و عالَمٌ مُتناقِض .. و مجرّة بألوانِ السّعادة ..
لعنةُ الحُبّ .. موسيقا و رقصٌ و إيقاعٌ فريد .. و خصوصيّة أسطوريّة و جاذبيّة نحو الطمأنينة المُطلقة ..
لعنةُ الحُبّ .. نسيانٌ و هجرانٌ للكونِ و اختباءٌ في كنفِ المُحبّين ..
لعنةُ الحُبّ .. الاكتفاء بالحبيبِ دونَ سِواه .. ولا مبالاة بما دونِ ذلك ..
لعنَةُ الحُبّ .. نِعمة .. مادامَت العلاقة قائِمة على ما سبَق ..
تُصبِحُ لعنة حقيقية .. و شعوذة يستحيلُ الخلاص منها .. في حال أثارَتِ الذّكرياتُ دموعاً مُتفرِّقة لا ضحِكاتٍ مُشترَكة ..
تُصبِح لعنَةُ الحُبّ .. قدراً أسوداً .. إذا لَم ترتدي هيَ فُستانَها الأبيَض لأجلِكَ أنتَ دونَ سِواك ..
منار حسن ✍
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا