سورية الحدث
السويداء- معين حمد العماطوري
يبدو ان جامعة دمشق ارادت بقرارها الاداري في الزام الطلاب حضور المحاضرات، او حرمانهم من تقديم الامتحان، يعني تحويلهم الى طلاب مدارس في الصفوف الالزامية، دون مراعاة الازمة الذي فرضت هذا القرار من قضايا اجتماعية، اقتصادية، خدمية وعلى مخرجات التعليم عموما.
ولعل السؤال صدور القرار ما هي الايجابيات منه التي تعكس الفائدة على الطالب بالدرجة الاولى، وعلى افراد المجتمع، ثانيا، واهل الطلاب ثالثا، والتنمية رابعا؟
وما هو الضار من اصداره، على جميع ما ذكر انفا؟
لقد اتضح ان عدد طلاب الحضور للمحاضرات قليل جدا، بحيث يسجل في السنوات الاولى مئات الطلاب، وقاعة التدريس لا تجد بها اثناء المحاضرات سوى عشرات واحيانا لا يتجاوز اصابع اليد...
لماذا الجامعة لم تجري استبيان راي حول ذلك وتعالج المشاكل الحاصلة، والتي منها:
-اعتذار معظم الاساتذة عن تقديم محاضراتهم بموعدها المحدد.
ـ عدم مراعاة شعور الفارق النفسي والاجتماعي وخاصة في السنوات الاولى بين المدرسة والجامعة.
-تكرار نسب النجاح والرسوب بطريقة المزاجية، بحيث اقر نظام الجامعة ان لا ينقص عن ٢٠ بالمئة ولا يزيد عن ٨٠ بالمئة. وحين ينقص عن ذلك المخطىء هو الطالب، علما ان دخان الفساد بات يعانق السماء من بعض الهيئة التدريسية.
-عدم مراعاة التكاليف المالية التي تشكل عائقا في اتمام التحصيل العلمي، علما انه يوجد طلاب في الارياف.
والمشكل الاهم اذا كان طلاب السويداء في قضاء مدينة صلخد وخاصة القرى الجنوبية مثل امتان وملح والعانات وغيرها من القرى البعيدة الذين سيأتون الى كلية الاقتصاد بشهبا او كلية الاداب في عريقة، كلاهما يبعد عن مركز مدينة السويداء لايقل عن خمس وعشرين كيلو متر، متى سيصل الى الجامعة ومتى سيعود الى منزله، اذ يحتاج ما لا يقل عن ثلاث ساعات ذهابا وايابا، اذا وجد وسائل نقل بالعودة بعد الساعة الواحدة ظهرا...
لم نقل تكاليف النقل الذي يحتاج الى ٧٠-٨٠ الف ليرة يوميا ...
- لماذا الجامعة لم تفكر في حلول تساعد الطالب، بدل اجراء التجارب الادارية عليه، علما ان غالبية الطلاب يعملون بهدف التحصيل العلمي فاذا نفذ قرار الجامعة بالدوام اليومي، يعني خسر فرصة العمل، وبالتالي لا يستطيع انهاء تعليمه....
ما المقصود بهكذا قرارات ...ان لا يتعلم الا ابناء الاغنياء ...
وطبقة العمال والفلاحين وصغار الكسبة ليذهبوا الى الجحيم هم واولادهم....
ام يرغبون فعلا بتحويل الجامعة الى مدارس وتشجيع الدروس الخصوصية، كي لا يفقد الطالب الشعور بالفارق بين المدرسة والجامعة...سوى بالمستوى العلمي للاستاذ ....
ان سير العملية التعليمية يبدو انها في المدارس اكثر التزاما، وبالجامعات ينخر بها ما يمكن التصريح به....وفهكم كفاية
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا