خاص - بقلم محمد الحلبي
خانته على فراش الزوجية... وصورها العارية تنصفه أمام
القضاء
كثيراَ ما نبني بروج الأمل على أوهام الحب... وكثيراً ما نحاول أن نغمض
أعيننا عن رؤية الحقيقة التي سرعان ما تكشف عن ما تخفيه خلف ستائرها لترينا الواقع
الحقيقي بقسوة بعد حين، هذا الواقع الذي كنا نأمل أن لا نراه، أو نحاول أن نقنع
أنفسنا انه بعيد كل البعد عنا ...
العاشق الولهان
ولد (عامر) في أسرة فقيرة الحال وسط العاصمة دمشق ... ونتيجة تراكم الديون
على والديه اضطروا إلى بيع المنزل الذي ورثوه عن أسلافهم بغية سداد ديونهم
وانتقلوا للعيش في منطقة الدويلعة القريبة من دمشق، وقد اضطر (عامر) أيضاً إلى ترك
دراسته في سنٍ مبكرة لمساعدة والديه في تأمين متطلبات الحياة الصعبة، ولم ينتبه
طوال تلك الأيام التي قضاها في منزلهم الجديد أن عيون ابنة جيرانهم والتي تعيش في
المنزل المقابل لمنزلهم تراقب حركاته كيفما اتجه حتى أصابت سهامها قلبه بعد رسالة
الحب التي ألقت بها تحت قدميه، فتعلق قلبه بها وهو قليل الخبرة بقصص الحب حتى أصبح
طوع بنانها، وراحت قصة الحب بينهما تكبر يوماً بعد
يوم حتى طلبت منه التقدم لخطبتها من ذويها تتويجاً لقصة الحب بينهما ليصحوا
(عامر) على حقيقة الواقع المرير الذي أيقظه من ذلك الحلم الوردي بعد رفض أهله
لطلبه جملةً وتفصيلاً.. فتقدم لطلب فتاته وحيداً، ومع موافقة ذوي الفتاة لطلب
(عامر) تكللت قصة الحب تلك بالزواج، ولكن كما يقول المثل ( راحت السكرة وجاءت
الفكرة)فقد وجد عامر نفسه وحيداً بعد تخلي أهله عنه، فلجأ إلى صديقه (منار) والذي
يعمل نجاراً لتأمين مسكن له ولزوجته بسعرٍ معقول، فقام هذا الأخير باستأجار منزل
لصديقه مقابل الورشة التي يعمل بها فيما راح (عامر) يعمل ليلاً نهاراً لتأمين
متطلبات حياته الجديدة، فيما راح (منار) يكثر من زياراته لصديقه كل يوم حتى وإن
كان الوقت متأخراً، وراح أيضاً يغدق عليه وعلى زوجته الهدايا التي لم يكن (عامر)
ليجد سبباً وجيهاً لها حتى أخذت همسات الناس تصل إلى أذنيه عن سوء سلوك زوجته
وتردد صديقه الدائم إلى منزله في غيابه...
كشف المستور
لم يصدق (عامر) ما سمعه بدايةً عن تلك القصص والروايات التي تله جبها ألسن
الناس عن سلوك صديقه وزوجته ، لكنه عزم على التأكد بنفسه من حقيقة تلك الأخبار
التي أضنت ليله وقضت مضجعه، فراح يراقب منزله في فترات مختلفة، حيث لم تطل هذه
المهمة كثيراً، فسرعان ما شاهد بأم عينه صديقه العزيز يدخل إلى منزله في غيابه
وبوضح النهار... جمد الدم في عروقه، و أذهله الموقف ... انتظر برهةً قبل أن يدخل
منزله خلسةً.. أدار المفتاح في الباب بهدوء وهو يرجوا أن يتوقف الزمن في تلك
اللحظات... اتجه إلى غرفة النوم وفتح الباب على مصراعيه ليشاهد زوجته في أضان
صديقه عارية تماماً ... الموقف أذهل الجميع ... لكن (عامر) وقف كالأصنام ولم يحرك
ساكناً للحظات... أخرج جواله والتقط صوراً لزوجته وصديقه وهما يحاولان أن يسترا
عوراتهما قبل أن يلوذ (منار) بالفرار... فيما لم يفعل (عامر) أي شيء سوى أنه أعطى
زوجته كلمتها وأرسل بصورها إلى أهلها ليتولوا أمر ابنتهم الفاجرة ...
في المحكمة
في قاعة المحكمة لم ينطق بحرفٍ واحد... وأبرأته المحكمة من أي حقوق تجاه
زوجته ... وعندما سألته لماذا لم يقدم يوجه لزوجته ولا أي كلمة فقال:
لقد أحببتها بصدق ... لكن بعض الناس كالضفادع.. تأبى العيش إلا في
المستنقعات ...
التاريخ - 2015-08-29 12:21 PM المشاهدات 1858
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا