نهرب مسلحوا معضمية الشام من إتمام المصالحة

تعود مدينة “معضمية الشام” في الغوطة الغربية لدمشق لتحتل الواجهة مجدداً إزاء التطورات السلبية الحاصلة بسبب عدم السير بالنوايا السليمة بما خصّ المصالحة التي عقدت قبل نحو عام.   تشهد المدينة حالياً حالة من البلبلة خصوصاً مع نوايا مبيته للمسلحين بالقضاء على مظاهر الامن وضرب المصالحة في مقتل.   هؤلاء يعمدون بشكل يومي لمحاولة إعادة تنظيم أنفسهم والتهرب من تطبيق شروط إتمام المصالحة وعرقلة ما تيسّر منها.   قبل ايام قليلة قام الجيش السوري بإغلاق المدخل الرئيسي والوحيد للمدينة بعد تعنت “المسلحين” في الداخل الذين يرفضون الاستمرار بإتمام بنود المصالحة، ما سيعرضها للفشل وعودت دائرة المعارك إلى المدينة.    وكمؤشر على ذلك، استهدفت وحدات من الجيش السوري تجمعات للمسلحين في معضمية الشام , بعد ان ورد إليها قيام هؤلاء بالتجمع مجدداً، ما يعتبر مؤشراً سلبياً جداً.   ما يُعزّز هذه الفرضية هو إتجاه الجيش السوري للقيام بعملية عسكرية شاملة في منطقة “داريا” المحاذية. المسلحون في “المعضمية” يحاولون ربما إسناد أو محاولة تمرير اسلحة ودعم عسكري إلى المسلحين في داخل “داريا”.   وذكرت مصادر  انّ هؤلاء لا ينفكون عن تمرير أسلحة وذخائر ومواد غذائية للمسلحين المحاصرين في داريا منذ أشهر، هذا الامر الذي كشفه الجيش السوري عبر رصده عدّة حالات من هذا النوع مزوداً “لجنة المصالحة” بتفاصيلها، محاولاً إيجاد حلّ لها مع هذه اللجنة.    المصيبة التي زادت الأمر تعقيداً هو إكتشاف الجيش انّ شخصيات في “لجنة المصالحة” لها دور في تمرير هذه الاسلحة والمواد إلى داريا، ضاربين عرض الحائط الاتفاق المبرم مع الجيش والذي يقضي بعدم القيام بهكذا نشاطات ابداً.   التطورات الاخيرة باتت كفيلة بتفجير الوضع مجدداً في المدينة، خصوصاً مع المعلومات المتداولة حول نية الجيش المباشرة بعمل عسكري ما في “داريا”.   مصدر عسكري سوري مسؤول كشف لصحيفة “الأخبار” أن “التوجه العام للجيش السوري يذهب نحو حسم الصراع على جبهة داريا، غير أن هذا الكلام لا يعني أن المعركة ستحسم خلال يومين، والسبب في ذلك يعود لاتخاذ المسلحين من الأبنية السكنية مقارّ لهم، لهذا يجب أن تتّسم تحركات الجيش وضرباته بالكثير من الدقة”.   وأكد أن “العديد من مقاتلي المعارضة باتوا يبحثون جدياً الانتقال إلى أماكن أخرى، لكننا لن نسمح بذلك، فالاستراتيجية المطروحة هي إما حسم المعركة أو الاتجاه نحو تسوية أوضاع من يريد”.