شبكة سورية الحدث


أغواهم الشيطان... فوقعوا في مصيدة العدالة

خاص -  بقلم رولا نويساتي أغواهم الشيطان...فوقعوا في مصيدة العدالة بريق المال والرغبة في الثراء السريع كان محور أحاديث أربعة شبان جمعتهمعلاقة صداقة, ومع مرور الأيام تطورت هذه الأحاديث والأحلام إلى التفكير الجديللبحث عن أية وسيلة لتحقيق الثراء السريع لكل من (عزيز) 24 عاماً و(ماجد) 26 عاماًو(مروان) 18 عاماً و(ناصر) 27 عاماً, والذين توصلوا في نهاية المطاف في طريقة وإنكانت ملتوية لتحقق لهم مرادهم, وذلك عندما عرض (مروان) على تلك الشلة سلب عمه كونهوعلى رأيه هو الشخص المطلوب باعتباره من أصحاب الأموال الطائلة كونه يملك محلاًلبيع الأدوات الكهربائية والأواني المنزلية في منطقة المهاجرين ما يعود عليهبمدخول كبير, إضافة إلى علمه بأن عمه (سليمان) يخبئ ضمن منزله الكائن في شارعبغداد بدمشق مبلغ وقدره خمسة ملايين ليرة سورية, ناهيك عن الأملاك الأخرة ومدخراتهفي البنوك...   كلام (مروان) وما ذكره عن أموال عمه جعل رفاقه الثلاثة تسيل لعابهم,كما أن وجود ذاك المبلغ ضمن شقته كانت كفيلة بتحفيزهم للمضي في طريق الشيطانللحصول عليه, فبدأ الشبان الأربعة بالتفكير لإيجاد خطة محكمة تمكنهم من سلب ملايينعم (مروان) بأقل الخسائر... فأخذوا بمراقبة (سليمان) في ذهابه وإيابه من وإلىمنزله مستعينين بذلك بسيارة (ناصر), وبعد المراقبة الحثيثة لما يقارب الشهر قررواتنفيذ ما كان يجول برؤوسهم وما قاموا بالتخطيط إليه مسبقاً, وذلك عندما انتظرالرفاق الأربعة حلول المساء ليتجهوا على الفور إلى منزل العم بعد أن تسلحوا ببعضالأسلحة الخفيفة من مسدس وسكاكين, حيث هرع (مروان) إلى منزل عمه والخوف بادياًعليه, وما أن طرق الباب وفتح له عمه حتى أخبره بأنه وأثناء مجيئه لزيارته اعترضطريقه شابان مما اضطره للتشاجر معهم الشيء الذي أخره عن موعد الزيارة, طالباً منهأن يبات ليلته عنده خوفاً من العواقب فيما إذا عاد في وقت متأخر لمنزله وعثرواعليه ذات الشبان خلال عودته, على الفور بدأ العم بالترحيب بابن شقيقته دون أن يدركأن خلف الكواليس شيئاً ما بانتظاره, وأن استقباله لـ(مروان) في تلك الليلة ستكلفهنهاية حياته, حيث بقي العم وزوجته (رنيم) مستيقظين بصحبة (مروان) يتبادلونالأحاديث,   وما إن أشارت عقارب الساعة إلى منتصف الليل, حتى قام (مروان) ودونانتباه أحد بإعطاء الإشارة المتفق عليها وهي (رنة) على موبايل أحد الأصدقاءالثلاثة الذين كانوا بانتظاره في السيارة, وبالفعل صعد الشركاء الثلاثة منزل(سليمان) وقاموا بطرق الباب عليه, ومع إشارات الاستفهام والتعجب التي بدت على وجهالجميع قرع الباب مرة أخرة, الشيء الذي دفع بـ(مروان) لفتح الباب والاستفسار عنهوية الطارق, ليقوم أصدقائه بدفعه للداخل وإغلاق الباب خلفهم, ودون سابق إنذار قام(ناصر) بالانقضاض على (سليمان) وتوجيه المسدس على رأسه بينما قام (عزيز) بوضعالسكين برقبة (مروان) ليتولى (ماجد) مراقبة الزوجة دون الاقتراب منها, وبلهجةالأمر والتهديد طلبوا من (سليمان) إخراج ما بحوزته من مال وإلا فالقتل مصيره, ورغمتهديد الشلة لـ(سليمان) إلا أنه حاول التماسك وعدم إظهار الخوف الذي كان يعتريه وأخذبإخبارهم بلهجة حادة بأنه لايملك أي نقود طالباً منهم الانصراف حالاً وإيقاف تلكالمهزلة قبل أن يقوم بالصراخ و افتضاح أمرهم بين الجوار, إلا أن العصابة عاودتوكررت منه ذات الطلب, لكن دون جدوى الشيء الذي أغضب المجرمون بما فيهم (ناصر) الذيقرر إنهاء تلك المهزلة على طريقته الخاصة, وذلك عندما قام بالضغط على زناد المسدسالذي يحمله لتنطلق منه طلقة استقرت في رأس (سليمان) كانت كفيلة لأن ترديهقتيلاً... أمام هذا المشهد المأساوي حاولت الزوجة الصراخ إلا أن (ماجد) الذي كانبالقرب منها استطاع إغلاق فمها بيده ليبدأ (ناصر) بتهديدها بإلحاقها بزوجها إن لمتعطهم المال على الفور, وأمام حالة الهلع التي أصابت (رنيم) أخبرتهم بأن يتجهواإلى خزانة غرفة النوم ويأخذوا ما بها, حيث عاد (ماجد) والشرر يتطاير من عينيه كونهوبعد البحث مطولاً لم يجد سوى (50) ألف ليرة سورية, عندها انتفض (مروان) الذي كانطيلة تلك المدة يتظاهر بالخوف وأخذ يسألها عن الـ(5) ملايين التي كانت بحوزتهم, ماأدهش (رنيم) التي أنكرت كلام (مروان) ليبدأ الأخير بالأخذ والرد معها, أوقفه قرار(ناصر) بالانتقام منها عندما سحبها من شعرها وقادها إلى غرفة النوم وكذئب مفترسانقض عليها وبالتهديد قام باغتصابها ليتبعه رفاقه الثلاثة بالتناوب على ذلك بمافيهم (مروان) غير آبهين بدموعها ولا حتى بتوسلاتها لهم... إلا أن حقدهم لم يتوقفعند هذا الحد, بل بعد انتهاءهم من فعلتهم الدنيئة قام (ناصر) بأخذ السكينة التيكانت بحوزة (عزيز) وغرسها في رقبة (رنيم) كما أنه وجه إليها عدة طعنات استقرت فيمناطق مختلفة من جسدها ومن ثم تركها تتخبط بدمها كالشاة المذبوحة, وبعد أن تأكدوامن موتها انصرف المجرمين الأربعة كلاً إلى منزله وكأن شيئاً لم يكن...   ثلاثة أيام انقضت قبل اكتشاف الجريمة جاءت على خلاف اتصالات عديدة وردتإلى منزل (رنيم) وزوجها من ذويهما لكن أحداً لم يجب, ما دفع بوالد (رنيم) للتوجه إلىقسم الشرطة وأخبارهم عن اختفاء ابنته وزوجها منذ عدّة أيام وعدم إجابتهما علىالاتصالات الواردة إليهما, لتتجه دورية من قسم الشرطة إلى منزل (سليمان) وتكتشفتلك الجريمة النكراء, حيث باشرت بعملها من رفع البصمات وجمع الأدلة والبدءبالتحقيقات, كانت خيوط القضية متشابكة في بادىء الأمر إلا أن بعد التحقيق مع ذوي(مروان) أشاروا بأن ولدهم عاد إلى المنزل ليلة الجريمة في وقت متأخر, وهنا بدأتالغيوم تنقشع لتسطع شمس الحقيقة عندما عجز (مروان) عن إثبات مكان تواجده ليلةارتكاب الجريمة وخاصة بعد اعتراف أهله بأنه لم يكن متواجد ليلتها في المنزل ومعارتباكه و تغيير أقواله عدّة مرات خلال جلسات التحقيق, وقع في مصيدة المحقق ليعترفبما انسب إليه من تهمة قبل أن يدل على شركاءه الثلاثة في الجريمة, الذين تمإحضارهم فيما بعد واعترفوا بالجريمة المنسوبة إليهم, ليتم تنظيم الضبط اللازمبحقهم ومن ثم إحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل.
التاريخ - 2015-10-03 6:35 PM المشاهدات 929

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم