خاص - بقلم محمد الحلبي
بعد أن تقدم به العمر ظن أنه آن الأوان ليرتاح قليلاً وينفض عن كاهلهغبار الأيام الصعبة التي كابدها, لكنه ما إن ترجل من قطار التعب والمشقة الذيأنهكه حتى صدمه قطار القدر برحلة أبدية على يد من لم يحسب له حساب.. لن أطيلكثيراً ففي التفاصيل عبرة وحكاية.. تابعوا معنا..
حياة قاسية
منذ أن شبّ (عدنان) في هذه الحياة كتب عليه أن يحمل أعباء أسرته عندماتوفي والده مبكراً, حيث أنه لم يكن قد بلغ السبعة عشر عاماً من عمره آنذاك, لكنهنزل إلى ساحة الصراع مع الحياة لتأمين لقيمات عيشه عساه يسد بها أفواه أشقائهالجياع ووالدته التي ذهبت إلى العمل في خدمة البيوت سعياً للقمة الحلال, و لتمضيالأيام وتتبعها السنون حتى كبر أشقاء (عدنان) وشقيقاته وتزوجوا جميعاً قبل أن يبدأالتفكير بنفسه لتكوين أسرة وهو على مشارف العقد الرابع, وفي غفلة من الزمن أصبحلديه أسرة وأصبح مسؤولاً عنها بعدما جعلت منه أباً عمل على تربية أبنائه وبناتهحتى طرق المدعو (رائد) باب بيته طالباً منه يد ابنته (وفاء) قبل أن يدور الخاتمحول إصبع هذه الاخيرة وسط ضحكات وزغاريد كانت تخفي خلفها شيئاً ما..
جثة في الغرفة
في إحدى الليالي وعندما كان (رائد) يتسامر مع خطيبته وأهلها أسرّ له عمّه(عدنان) أن شقيقه الذي عمل على تربيته أحسن تربية وجعل منه طبيباً في بلاد الغربةقد أراد أن يكافئه بمبلغ من المال يساعده على فتح بقالية صغيرة تعنيه على ما بقيله من أيام في هذه الحياة, لتمر تلك السهرة العائلية مخفية خلفها أحداثاً صبغتباللون الأحمر القاني...
في صباح اليوم التالي استيقظ بيت أهل (عدنان) على صوت صراخ إحدىبناته قادماً من إحدى الغرف وما إن دخلوا إليها حتى شاهدوا (عدنان) جثة هامدةغارقة بدمائها, وبحضور هيئة الكشف الطبي تبين أن المدعو (عدنان) تلقى عدّة طعناتقاتلة في أنحاء متفرقة من جسده, وقد خلصت التحقيقات التي أجراها رجال الأمن إلى أنالمغدور قد قاوم قاتله لبضع لحظات قبل أن يجهز عليه ويفر من النافذة ويدل على ذلكوجود خلايا لحمية تحت أظفار المغدور.. وقد مرّت مراسم العزاء ليأتي (رائد) إلى بيتخطيبته (وفاء) حيث لاحظت الأخيرة وجود بعض اللصاقات الطبية على وجه خطيبها, فسألتهعن السبب ليتلكأ هذا الأخير بالإجابة قبل أن يقول أنه تشاجر مع شخص ما, لكن تلكالإجابة زرعت الشك في نفس (وفاء) التي أخبرت أشقاءها بشكوكها والذين قاموا بدورهمبإخبار رجال الأمن عن شكوك شقيقتهم, فتم وضع المدعو (رائد) تحت المراقبة إلى أنبدأت تظهر عليه بعض مظاهر الترف والرخاء فألقيالقبض عليه وهو بصدد شراء أحد العقارات.. ولدى تحليل بعض خلايا جسده اتضح أنهامطابقة للخلايا اللحمية التي وجدت تحت أظافر المغدور فانهار معترفاً بما كان منأحداث في تلك الليلة الدامية..
اعترافات
أفاد المدعو (رائد) في محضر استجوابه أنه قد سمع من عمه (عدنان) عنالأموال التي أرسلت إليه من قبل شقيقه فعمل على رسم خطة لسرقتها بعد أن علم مكانهامن خلال استجرار خطيبته (وفاء) بالحديث عن مكان إخفاء تلك النقود, وقد تسلل ليلاًإلى الغرفة التي يوجد فيها صندوق النقود, وعمد إلى سرقة المال, ولكن عمه (عدنان)فاجأه فلم يدرِ ما يفعل حينها, وأفاد (رائد) أيضاً أنه لم يكن ينوي قتل عمه أبداًلكن خوفه من انكشاف وافتضاح أمره اضطره إلى إخراج السكين التي كان يحملها ووجه إلىعمه طعنة جعلت توازنه يختل على إثرها, لكن المدعو (عدنان) استجمع قواه مرّة ثانيةوهجم عليه فاستطاع أن ينزع الوشاح الذي كان يغطي رأسه به, فعرفه.. وهنا دخل معه فيصراع اللحظات قبل أن يحسم الموقف لصالحه بطعنة قاتلة ناحية القلب كانت كافية أنتنقل عمه (عدنان) إلى الدار الآخرة..
وأمام هذه الاعترافات أحيل المدعو (رائد) إلى القضاء بتهمة القتل القصدولزوم محاكمته أمام محكمة الجنايات بريف دمشق.
التاريخ - 2015-10-17 2:52 PM المشاهدات 1065
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا