أقر عدد من إرهابيي "جبهة النصرة" التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي بالمشاركة في تخطيط وتنفيذ عملية محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد الشعار في 12 كانون الثاني عام 2012 من خلال تفجير إرهابيين انتحاريين اثنين نفسيهما في الوزارة قبل تفجير سيارة مفخخة أقلتهما إلى داخل الوزارة عبر أحد عناصر الحراسة المتعامل معهما وهو ما أسفر حينها عن استشهاد 10 مواطنين وإصابة آخرين بجروح.
وقام بالتخطيط للعملية الإرهابية وتأمين كافة مستلزماتها بإيعاز من الإرهابي أبو محمد الجولاني "أمير جبهة النصرة" كل من الإرهابي العراقي وسام محمد عباس الملقب أبو أسامة البغدادي "أمير الجبهة في دمشق والغوطة" بالاشتراك مع شقيقه الإرهابي إبراهيم محمد عباس الملقب عبد العزيز وهو "المسؤول الأمني للجبهة في دمشق وريفها" والإرهابي زياد الصغير "أمير كتيبة قمر بني هاشم" التابعة للجبهة بالاشتراك مع الشرطي هاشم العساف المستخدم في مكتب استعلامات باب الوزارة بعد أن تم غسل دماغه وضمه إلى صفوف الإرهابيين كما شارك معهم في التخطيط والإعداد والتنسيق محمد نبيل الشلاح وابنه محمد منذر اللذين تربطهما بالصغير والعساف علاقة معرفة وعمل قديمة.
وبعد تفخيخ سيارة مسروقة من نوع "هيونداي توسان" في مزرعة الشلاح قرب بلدة جسرين في ريف دمشق من قبل الإرهابيين أرسلوا مجموعة استطلاع وكشف للطرق الموءدية من حي القابون إلى وزارة الداخلية إذ تم استكشاف ثلاثة محاور الأول من حي القابون إلى مشفى ابن النفيس وحتى البنك العقاري في البرامكة والثاني من حي القابون إلى أوتستراد العدوي وصولا إلى جسر السيد الرئيس والمحور الثالث هو الطريق من حي القابون إلى كراج العباسيين باتجاه باب مصلى حتى البرامكة حيث وقع عليه الاختيار لوجود حاجز وحيد عليه هو حاجز الفحامة غير المزود بأجهزة كشف للمتفجرات.
وانطلق موكب الإرهابيين وهو عبارة عن 3 سيارات الأولى نوع "كيا" وفيها مجموعة للاستكشاف يقودها الإرهابي عمر الحاج علي وخلفها السيارة المفخخة من نوع "هيونداي توسان" يقودها الإرهابي محمود الشالط وفيها الانتحاريان والإرهابي العساف وسارت خلفهما السيارة الثالثة من نوع "مازدا زوم" ويقودها الإرهابي أحمد العبد الله وفيها الإرهابي محمد منذر الشلاح ومسلحان اثنان من مجموعة الإرهابي الصغير.
وبعد عبور السيارات حاجز الفحامة عادت سيارة الكشف باتجاه باب مصلى بينما تابعت السيارة المفخخة طريقها مع سيارة المازدا وعند الوصول إلى مبنى الوزارة استغل الإرهابي العساف عمله في مكتب استعلامات الوزارة على باب دخول السيارات ومعرفته بعناصر التفتيش والحراسة وأبلغهم أن السيارة عائدة لمرافقة أحد ضيوف السيد الوزير وبذلك تمكن من إدخالها وفيها الانتحاريان.
وعند دخول السيارة داخل سور الوزارة نزل منها الانتحاريان على التوالي واتجها إلى داخل البهو الرئيس فصعد الأول الدرج باتجاه الطابق الأول قاصدا اقتحام مكتب وزير الداخلية وعندما افتضح أمره قام بتفجير حزامه الناسف وبعد أقل من دقيقة قام الإرهابي الانتحاري الثاني بتفجير حزامه الناسف في البهو الأرضي عند قاعدة الدرج.
وأثناء القيام بإسعاف وزير الداخلية مما لحق به من إصابات في التفجيرين الأولين ونقله إلى سيارته التي جاءت إلى أمام المدخل المؤدي إلى مبنى الوزارة حصل التفجير الثالث الذي نجم عن السيارة المفخخة التي تم إدخال الانتحاريين فيها وكانت متوقفة أمام مدخل الوزارة وجرى تفجيرها عن بعد.
وأسفرت التفجيرات الثلاثة عن استشهاد عضو مجلس الشعب عبد الله قيروز وثلاثة ضباط شرطة من العاملين في الوزارة وخمسة من عناصر الحراسة والمرافقة ومواطن وإصابة آخرين بجروح وإصابات مختلفة وإلحاق أضرار مادية في مبنى الوزارة.
وقال الإرهابي محمد نبيل الشلاح في اعترافات بثها التلفزيون العربي السوري أمس: إنني أملك مكتبا لقطع التذاكر في كراج البولمان يعمل فيه ولدي محمد منذر والشرطي هاشم العساف بعد دوامه وأملك مكتبا خاصا في المنطقة الصناعية بالقابون ومكتبا ثانيا لتأجير السيارات في مساكن برزة ومكتبا في مدينة القريات بالسعودية لتأجير الباصات يشرف عليه عزام موسى التركاوي من مدينة حماة.
وأضاف الإرهابي الشلاح إن التركاوي اتصل بي من السعودية وأخبرني أن هناك شخصا سعوديا يريد سوريا للتعامل معه فاتصلت بالصغير الذي يعمل ميكانيكيا في المنطقة الصناعية فوافق واتصلنا بالتركاوي الذي أوصلنا بالسعودي بندر مسعف وهو يعمل في جهاز المخابرات السعودية حيث أخبرنا أنه سيمولنا من أجل القيام بعمليات ودعم المسلحين.
وأشار الإرهابي الشلاح إلى أنه قام بجمع الصغير مع العساف من أجل الاستفادة منه كونه شرطيا في وزارة الداخلية بحضور أحمد المدني حيث تم التخطيط لعملية تفجير في وزارة الداخلية في الوقت الذي قام فيه السعودي بندر بتحويل مبلغ 12 مليونا و500 ألف ليرة سورية على دفعات لتمويل العملية.
وقال الشلاح.. إنه تم الاتفاق على سرقة سيارة وتفخيخها وتجهيز انتحاريين لإدخالهما بها إلى وزارة الداخلية عن طريق الشرطي العساف حيث قام الصغير بعد ذلك بسرقة سيارة من نوع "هيونداي توسان" ونقلها إلى مزرعتي في بلدة جسرين بالغوطة الشرقية مع محمود الشالط ومحمد طعمة وبعد أن قاموا بتفخيخها عادوا بها إلى المنطقة الصناعية في القابون بعد أسبوع.
وأوضح الإرهابي الشلاح أن الصغير والعساف استأجرا شقة مطلة على وزارة الداخلية في منطقة كفرسوسة وأحضرا إليها محمد الهبول ومصور فيديو وأشخاصا آخرين من أجل مراقبة الوزارة ومن يدخل ويخرج منها.
وأضاف الإرهابي الشلاح إن الصغير طلب مني قبل تنفيذ العملية بثلاثة أيام شراء جوالات فاشتريت خمسة من برج دمشق ثم طلب مني قبل تنفيذ العملية بيوم الحضور إلى المنطقة الصناعية في القابون فحضرت إلى المكان المحدد حيث جاؤوا بالسيارة المفخخة.
وقال الإرهابي الشلاح.. بعد تنفيذ العملية اتصلت بابني محمد منذر وطلبت حضوره ثم جاء العساف والصغير حيث طلب مني الأخير إعطاء العساف 500 ألف ليرة ثم طلب مني 350 ألف ليرة فذهبت إلى المكتب وأحضرت المبلغ حيث قام بتوزيعه على مسلحين يعرفهم.
وأضاف الإرهابي الشلاح إننا اتصلنا أيضا مع عزام وبندر في السعودية وأخبرناهما أننا نفذنا العملية وطلبنا منهما إرسال الأموال لنا فأرسل بندر مبلغ مليوني ليرة قمت باستلامهم فأخذت 500 ألف وأعطيت الباقي للصغير.
من جهته قال الإرهابي محمد منذر الشلاح إنه اجتمع بالعساف والصغير في مكتب والده في المنطقة الصناعية بالقابون حيث ذهبوا سويا بالسيارة المفخخة بعد إحضارها من الغوطة إلى أحد المنازل في القابون حيث نزلوا ودخلوا غرفة كبيرة في أحد المباني كان فيها عدد كبير من الملثمين من "جبهة النصرة" كانوا يغنون
"أغاني جهادية" ويودعون فيها شخصين انتحاريين صعدا في السيارة المفخخة بعد ذلك.
وأضاف الإرهابي محمد منذر.. توجهنا بالسيارة المفخخة من القابون برفقة سيارتين وعندما وصلنا إلى نفق قرب شارع فارس خوري نزلت وأكملت السيارات طريقها إلى كفرسوسة حيث اتصل بي العساف بعد فترة وطلب مني التوجه إلى المنطقة وانتظاره حتى يخرج من الوزارة ففعلت.
وقال الإرهابي محمد منذر توجهت إلى كفرسوسة وتوقفت قرب مجمع شام سنتر التجاري فجاء العساف وطلب مني انتظار بقية المجموعة وهنا حدثت الانفجارات في الوزارة فركبنا السيارة وتوجهنا إلى القابون.
بدوره قال الإرهابي محمد الهبول إنني اجتمعت في شهر كانون الأول عام 2012 بخليل بلال وأحمد المدني وزياد الصغير حيث طلب مني بلال الذهاب معه إلى كفرسوسة فذهبت في اليوم التالي وكان برفقتنا ياسر الريحاني وخالد رمضان وزاهر المدني وفادي البيك وتوجهنا إلى شقة في كفرسوسة وكانت المهمة مراقبة الوزارة ومن يدخل ويخرج منها.
وأضاف الإرهابي الهبول إن المجموعة كانت تحمل بنادق آلية بينما كنت أحمل مسدسا أعطاني إياه زاهر المدني وكنا نراقب الوزارة ونرصد التحركات فيها كما كنا نراقب طريقا فرعيا بجانب المبنى السكني الموجودة فيه الشقة خشية أن تأتي من خلاله دورية ما لمداهمتنا في حال انكشاف أمرنا.
وقال الإرهابي الهبول.. عندما حصل الانفجار الأول كان رمضان يراقب من النافذة بينما كان الريحاني يراقب بمنظار صغير وكان معه جهاز يشبه الهاتف النقال أو جهاز تفجير عن بعد وبعد ذلك حصل انفجار ضخم تسبب بتحطم زجاج النافذة وكان ناجما عن السيارة المفخخة التي أدخلها العساف وبعد ذلك طلب منا الريحاني المغادرة حيث كانت سيارة تكسي نوع "سابا" تنتظرنا فأخذنا الأسلحة واستغلينا انشغال الناس بالتفجير وتوجهنا إلى السيارة وكنا خمسة ولأنها كانت ضيقة علينا نزلت منها قرب دوار كفرسوسة وأعطيت مسدسي لزاهر وركبت سيارة أجرة وقررنا الاجتماع مساء في المقر.
بينما قال الإرهابي إبراهيم الحمود إن آخر لقاء مع العساف كان بحضور محمد منذر الشلاح وبعض الأصدقاء في أحد المقاهي وبعد اللقاء بنحو شهر سافر إلى دير الزور حيث حصل تفجير وزارة الداخلية وعند رجوعه إلى دمشق التقى بصديقه نبيل محيسن وأخبره أن العساف تكلم معه وأخبره أنه هو من نفذ التفجير.
بينما قال الإرهابي نبيل محيسن إنه يعرف الحمود منذ أيام الدراسة وعن طريقه تعرف على العساف الذي اتصل به بعد يوم من تفجير الداخلية وسأله عن حمود الذي كان حينها في دير الزور وقال له إنه يريد إبلاغه أنه قام بتفجير الداخلية.
التاريخ - 2014-06-01 11:09 AM المشاهدات 1832
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا