خاص - بقلم رولا نويساتي
كانت حياتهما أشبه بالعلقم خلال السنتين من زواجهما بعد أن حاولت (رغدة) إفهام زوجها مراراً وتكراراً بأنه الوحيد الذي يسكن قلبها, إلا أن (حسين) الذي كانت الغيرة تأكل قلبه, حول حياته الأسرية إلى جحيم فقد كان يعامل زوجته الفائقة الجمال وكأنها قطعة أثرية لا يجب لأحد النظر إليها ولا حتى الحديث معها مهما كانت صلة القرابة التي تجمعه بها, ولم تكن تلك التصرفات الرعناء حكراً على الرجال فقط, بل وصل الحد به لأن يمنع زوجته من الاختلاط بجنس حوا أيضاً من جارات وأقارب باعتبار أن زيارتهن أو التحدث إليهن مضيعة للوقت ليس إلا.
سهرة تشعل النيران كانت البداية في إحدى السهرات أثناء تواجد (حسين) وزوجته في منزل أهله, عندما طرق الباب عدد من الأقارب من اثنين من أبناء عمه جاؤوا لزيارتهم في ذات الوقت بعد أن اتفق الجميع على ذلك, إلا أن (حسين) الذي لم يكن يدري بذلك الاتفاق كان جالساً والنيران تحرق قلبه بسبب وجود زوجته ضمن تلك السهرة, ليبدأ (حاتم) وهو ابن عم (حسين) باختلاس النظر إلى (رغدة) التي كانت ترتبك كلما كلمها أحد أو نظر إليها... نظرات (حاتم) لم تكن كغيرها بل كانت تحمل لها الكثير من الإعجاب والحزن على وضعها وعلاقتها بزوجها الذي كان يعتبره الكثير ممن يعرفونه كالوحش في تصرفاته... لم تمضي السهرة على ما يرام كما كان مخطط لها, بل عكر صفوها كلمات (حسين) النابية التي وجهها لزوجته على مسمع من الجميع الذين تدخلوا لفض الخلاف الذي اختلقه (حسين) بهدف إنهاء تلك السهرة, وأخذ زوجته والانصراف معها إلى منزلهما الكائن في منطقة صحنايا بريف دمشق.
مرضه بالغيرة أوصله إلى الهستيريالم تكد تصل (رغدة) إلى المنزل حتى بدأ زوجها ينهال عليها بالاتهامات بأنها هي من كانت تسمح للموجودين بالسهرة بإلقاء كلمات الإعجاب على مسمعها أمام الجميع وأمام مرأى منه, ما جعل (رغدة) التي لم تعد تطيق اتهامات زوجها لها (عالطالعة وعالنازلة) بلا سبب يجن جنونها, فما كان منها سوى إخباره بأن غيرته تلك ماهي إلا مرض نفسي ومن الواجب عليه إن أراد الاستمرار بعلاقته معها, الذهاب إلى طبيب نفسي حتى يخلصه من مرضه, لم يصدق (حسين) ما سمع فما كان منه سوى الانقضاض على (رغدة) وضربها ضرباً مبرحاً لتبدأ الأخيرة بالصراخ والعويل, ما أدى إلى تجمع الجوار الذين دخلوا إلى منزل (حسين) وخلصوا زوجته من بين يديه, بعد أن كسرت يدها ليتم نقلها إلى المستشفى لتقديم العلاج اللازم لها.
يمين الطلاق بدية جريمةبعد عدة أسابيع عادت (رغدة) إلى منزل زوجها بعد تدخل أهله والأقارب الذين دخلوا كوساطات أمام ذوي (رغدة) لإعادتها إلى زوجها, لتكن هديتها في ذات اليوم رمي يمين الطلاق عليها (طلقة واحدة) من قبل زوجها بعد تفاقم الجدالات والمناوشات التي قامت بينهما, بسبب السماح لبعض الأقارب لزيارتها والذي كان من بينهم ابن عمه (حاتم), قبل تهديدها بعدم الخروج من الشقة لحين عودته من عمله مساءاً... ما لبث أن وصل ذلك الخبر إلى مسمع (حاتم) الذي كان ينتظر مثل تلك الفرصة على أحر من الجمر, بعد أن تداولت العائلتين قصة طلاقها ورفض (رغدة) الذهاب إلى منزل ذويها خوفاً من تفاقم الأمور... في اليوم التالي ذهب (حاتم) إلى منزل (حسين) باكراً وأخذ بمراقبته إلى أن خرج الأخير, حيث انتهز تلك الفرصة ليطرق الباب على (رغدة) متذرعاً بأن زوجها طلب منه الحضور لإصلاح البراد, إلا أن (رغدة) التي تفاجأت بذلك حاولت إخباره بأن البراد ليس معطلاً, لكن (حاتم) الذي لم يهتم لكلامها قام بدفعها للداخل وأغلق الباب خلفه, ليقر لها بحبه بعد إسماعها كلمات الغزل, حيث حاولت (رغدة) إقناعه بأنها لاتزال على ذمة زوجها لكن دون جدوى.
مفاجأة من العيار الثقيلاستطاع (حاتم) الوصول لمبتغاه بالقوة بعد تهديد (رغدة) بالقتل عندما أشهر موساً كباساً بوجهها, بعد أن رفضت ممارسة الجنس معه برضاها, ورغم توسلات (رغدة) له بأن يدعها وشأنها, إلا أنه انقض عليها بكل شراسة لإشباع غرائزه الحيوانية, لكن المفاجأة التي لم تكن بالحسبان هو عودة (حسين) إلى منزله باكراً على غير عادته, ليجد (حاتم) وزوجته على فراشه الزوجية, المشهد صعق الجميع الذين تجمدوا في مكانهم , قبل أن يتجه (حسين) بحركة خاطفة نحو درجه الخاص في غرفة النوم, وعلى الفور قام بإطلاق عدّة عيارات نارية إلى زوجته بعد أن نعتها بالخائنة كانت كفيلة لأن ترديها قتيلة على الفور, أما (حاتم) فقد استطاع الهرب بعد إصابته بطلق ناري في يده اليسرى حيث تمكن أحد الجوار الذين هرعوا على أصوات الرصاص لاستطلاع الأمر من إسعافه إلى المستشفى.
حكم العدالةليفاجأ الباقين ممن دخلوا منزل (حسين) بالمشهد المريع, حيث تم الإمساك به ريثما أتت الشرطة التي تم الاتصال بها من أحدهم حال سماع أصوات الرصاص, وقبضت عليه في مسرح الجريمة... بالتحقيق اعترف (حسين) بجريمة القتل التي لطخ يديه بها, محاولاً تبرير جريمته النكراء باتهام زوجته بخيانته مع ابن عمه, إلا أن شهود ذوي (رغدة) وأقاربها أكدوا بأن (حسين) مصاب بمرض الغيرة, حيث أن الثقة كانت لديه معدومة بزوجته رغم كل إخلاصها معه, الشيء الذي أكده (حاتم) أثناء التحقيق معه بعد أن اعترف باغتصاب (رغدة) عنوةً وهذا ما أكده تقرير الطبيب الشرعي, ليتم تسجيل أقوال كلاً من (حسين) و(حاتم) وتنظيم الضبط اللازم بحقهما, ومن ثم إحالته للقضاء لينالا جزاءهما العادل.
التاريخ - 2016-01-28 3:44 PM المشاهدات 1094
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا