شبكة سورية الحدث


إبرة قاتلة تكتب أحداث الصباح الأسود للعائلة

  بقلم رولا نويساتي رغم حملات التوعية التي تقوم بها وسائل الإعلام للحد من تناول المخدرات , إلا أن العديد من الذين اعتادوا تعاطي تلك الآفة يأبون الابتعاد عنها حتى وإن كان ذاك السم القاتل قد يودي بصاحبها إلى الموت, أو قد تقود به إلى الانتحار, وهذا ما حدث في قصتنا فتابعوا التفاصيل:إبرة...هيروئيناعتاد (رامي) تعاطي المخدرات منذ أكثر من سنتين, حتى باتت تلك المادة كالدم الساري في عروقه ولا يستطيع العيش دونها, ورغم العديد من النصائح التي كانت تلقى على مسمعه حول ضرورة ترك هذا السم والابتعاد عنه إلا أنه لم يكن يأبه بتلك النصائح و لم يعرها أي اهتمام, وخاصة وأن تلك المادة تجعل منه في عالم آخر بعيداً عن مشاكل الدنيا وأوجاعها  إلى أن جاء الأسبوع الماضي يحمل ل(رامي) بين طياته الكثير من المفاجآت المؤلمة, بدأت أولها حين عودته من عمله إلى منزله عندما نشبت بينه وبين وزوجته مشادة كلامية تمثلت بمعاملته السيئة والقاسية لها, وبهروبه من مسؤولياته المترتبة عليه, انتهت بدخوله إلى غرفته وكعادته أخذ جرعة من المخدرات (إبرة هيروئين) لينسى ما حصل معه من أمور وليدخل بها إلى عالمه الافتراضي .ساعات مجنونةما هي إلا بضع ساعات حتى بدأ (رامي) بالصراخ من ألمه والاستنجاد وطلب المساعدة من زوجته لتقله إلى أقرب مشفى, وبعد إسعافه وخضوعه للعديد من الفحوصات والتحاليل خرج الطبيب ليفاجيء (رامي) بخبرٍ مؤلم لم يكن بالحسبان تمثل بإصابته (بالغرغرينة) نتيجة تعرضه لجرثومة من حقنةٍ سابقة التي أخذت تنتشر بسرعة كبيرة في أنحاء جسده..  وأمام عجلة الوقت لم يكن بيد الأطباء المشرفين على علاج (رامي) سوى إخباره بخطورة الموقف وضرورة بتر يده المصابة لإيقاف ذاك الانتشار, إلا أن (رامي) رفض هذا الحل كون الخبر نزل على مسامعه كالصاعقة ولم يكن بالحسبان .قرار بعد فوات الأوانتدخل أصدقاء (رامي) لإقناعه بضرورة السرعة لإجراء العمل الجراحي لإنقاذ حياته ,وبعد اقناعه بأنه ما باليد حيلة قلبت المعادلة ليرضخ (رامي) في النهاية للأمر الواقع, إلا أن قبوله للأمر جاء بعد فوات الأوان, كون الأطباء بعد أن قاموا ببتر يده اكتشفوا أن المرض قد انتشر بسرعة فائقة حتى وصل إلى كبده وأخذ يفتك به, حيث قاموا بإخباره أن الموضوع قد خرج من أيديهم وخاصة بعد استنفاذهم جميع الطرق والوسائل لإيقاف وتفشي (الغرغرينة) لكن دون جدوى, وأنهم الآن يقفون عاجزين عن فعل أي شيء, وكل ما يتوجب عليه فعله هو مكوثه في منزله وانتظار (رحمة الله)انتحار مع سبق الإصراربعد خروج (رامي) من المشفى و التمعن بما آلت إليه حالته من جراء ما اقترفت يداه تسلل اليأس إلى داخله ، وبدأت الهواجس المخيفة تطارده, والشيطان ينسج خيوط وسوسته السوداء التي أخذت تنخر برأسه لخلاصه من كل آلامه التي قد تجعله عالة على أسرته الصغيرة, فاختار إيقاف الزمن بيده والخلاص من كل تلك الهموم والأوجاع بأخذ جرعة كبيرة من المخدرات عن طريق (ابرة الهيروئين) لتستيقظ زوجته في الصباح وسط ذهول ومرارة ذاك الموقف المؤسف بعد أن أدركت بأن (رامي) قد فارق الحياة...
التاريخ - 2016-02-09 1:58 PM المشاهدات 787

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا