بقلم رولا نويساتي
بعد العديد من النصائح والشعارات التي أطلقها أهل (لمى) عن ميزات الزواج التقليدي ومحاسنه, كونها الطريقة الأسلم للوصول إلى بر الأمان بعيداً عن كل مطبات الحياة الوعرة وقصص الحب الفاشلة.. خضعت (لمى) أخيراً للأمر الواقع وانصاعت لرغبتهم حين وافقت على الزواج من عريس اعتبره أهلها (لقطة) خصوصاُ أنه كان من طرف (أم وليد) خطابة الحارة والتي كانت على معرفة سابقة مع أمه, وفي تلك الدوامة غرقت (لمى) ولم تصحُ حتى وجدت نفسها في منزل زوجها (عمر) في منطقة الدويلعة في ريف دمشق..
دوام الحال من المحال
أشهر معدودة ذاقت فيها (لمى) حلاوة الأيام, لكن سرعان ما انقلبت حياتها إلى علقم عندما بدأ (عمر) يظهر على حقيقته حينما طلب منها أن تجد عمل لها خارج المنزل لتحمل عنه القليل من أعباء المصروف, بعد أن تهرب من تلك المسؤولية وجلس عاطلاً عن العمل لمدة شهرين دون أن يكلف خاطره عناء البحث عن عملٍ جديد.. وكثيراً ما كان يرمي على مسامع (لمى) كلمات تذكرها عن حال أهلها الميسور ويدفعها بكل وقاحة لجلب المال منهم بعد أن يقوم بتهديدها برمي يمين الطلاق عليها إن لم تنفذ ما طلب منها.. كل ذلك كان يدور بين (لمى) وزوجها دون أن تجرؤ على مواجهة أهلها بحقيقة العريس الذي كان بنظرهم نموذجاً للرجل الشهم الصالح ذو الاخلاق الحميدة, وفي كل مرة كانت تستقرض المال من والدها تدعي فيها أنه خارج علم زوجها, وبأنها ستأخذ المال لفترة وجيزة فقط حيث ترغب بمساعدة زوجها دون مدايقته, ومرت الأيام على هذا الحال حتى زاد حمل (لمى) على كاهلها ولم تعد تطيق طلبات زوجها اللامتناهية..
وذات يوم علت أصواتهما بعد أن رفضت (لمى) الإنصياع لأوامر زوجاه من جديد وأخذ المال من ذويها, مما أغضب الزوج الذي وقف في وجهها كالثور الهائج وبدأ بضربها بكل ما يملك من قوة على كافة أنحاء جسدها موجهاً ركلات إلى بطنها..
قتل ولده بيده
لم تشفع صرخات (لمى) وآلامها لها ولم تدفع (عمر) للتوقف عن همجيته إلا حين سقطت (لمى) مغماً عليها وبدأت تنزف.. منظر الدماء التي كانت تسيل من (لمى) أرعب الزوج على الرغم من كل وحشيته, ولم يعرف ما سبب ذلك كونه لا علم له بحملها, فلم يجد أمامه حلاً سوى الهروب من المنزل وخاصةً بعد أن ظن بأن زوجته قد فارقت الحياة..
شاء القدر أن يقف هذه المرة أن يقف بجانب (لمى) عندما ترك باب الشقة مفتوحاً, ما لفت نظر إحدى الجارات التي هرعت ودخلت منزل (لمى) لتجدها ممددةً على الأرض دون حراك والدماء تسيل منها.. على الفور تم إسعاف (لمى) إلى المشفى وإجراء اللازم لها..
بعد أن استيقظت (لمى) نزلت عليها مفاجأة كالصاعقة فلم يكفها خبر إجهاضها وفقدانها لفلذة كبدها, حتى انهالت عليها كارثة أخرى فزوجها الذي ادعت عليه في محضر الشرطة تبين أنه من أرباب السوابق ومطلوب بعدة تهم كان أبرزها تعاطي المخدرات, فيما اقتيدت الخطابة (أم وليد) التي تبين من خلال التحقيق أنها أنها شريكة (عمر) في عدّة عمليات نصب واحتيال, أما (عمر) فلا زال متوارياً عن الأنظار والبحث عنه جارٍ حتى الآن..
التاريخ - 2016-02-22 2:59 PM المشاهدات 920
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا