في يوم ما قال أحد الأثرياء للفيلسوف الفرنسي الساخر برنارد شو: «يا سيد شو أنا أبحث عن الشرف وأنت تبحث عن المال»، فردّ الفيلسوف شو عليه: «كل منا يبحث عما ينقصه». من الواضح أن ذلك ينطبق تماماً على حال ولي العهد في مملكة بني سعود المدعو محمد بن نايف الذي يعمل في أوقات فراغه وزيراً للداخلية مع التركيز على «هواية» قطع الرؤوس، وذلك عندما طلب «تقليده» وسام جوقة الشرف الوطني الذي هو أرفع الأوسمة في فرنسا، حسبما ذكرت الأنباء، فالمدعو ابن نايف لديه الكثير جداً من أموال النفط فراح يبحث عما ينقصه وهو الشرف فبدا له أنه قد يجده في هذا الوسام الفرنسي، لكن ما فاته بسبب ثقافته الضحلة كحال بني سعود عموماً هو أن الشرف يأتي من السلوك القويم والخلُق الكريم وليس شراءً بالمال وإن كان وفيراً وليس عبر الصفقات وإن كانت عسكرية يسيل لها لعاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أقدم فعلاً على «تقليد» ابن نايف وسام جوقة الشرف بينما كان يستحق ابن نايف مثله مثل بقية أركان نظام بني سعود «وسام» جوقة الإرهاب لأن هذا ما «يتميز» به هذا النظام الظلامي الوهابي المغرق في التطرف والتخلف والانقطاع عن العصر.وفي تصرف مجافٍ للحقيقة بشكل مطلق ومهين لفرنسا ذاتها وكذلك لمعاني الوسام ذاته، وبما يثير أقصى درجات الدهشة فإن العنوان الذي وضعه هولاند لـمنحه وسام جوقة الشرف الوطني للمدعو ابن نايف هو «تقديراً لجهوده في المنطقة والعالم في مجال مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب»، ما يستدعي ملايين إشارات التعجب والاستفهام خلف هذا العنوان الذي كان يجب أن يكون «نظراً لجهوده في نشر التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم»، هذا لو كان هولاند لديه حد أدنى من الجرأة على قول الحقيقة التي يعرفها جيداً أبناء المنطقة والعالم، أليس كذلك يا سيد هولاند؟ فهل أبقيت شيئاً من الشرف في وسام جوقة الشرف؟!وإذا كانت الرسائل الإلكترونية الدبلوماسية التي نشرتها مجلة «كوزيت» الفرنسية تضمنت أن ابن نايف حصل على الوسام بناء على طلبه «لتعزيز مكانته الدولية» في هذا الوقت بالذات نظراً لأن الانطباع الدولي عن السعودية ليس إيجابياً، فإن هذه الرسائل تضمنت أيضاً موافقة باريس بلا تردد منحه الوسام.. «ولكن بعيداً عن الإعلام»، وهذا ما يستدعي التوقف عنده ملياً لأنه بمنزلة إقرار ضمني واضح بأن نظام هولاند أقدم على عمل مخجلٍ.ولعل الممثلة والمخرجة الفرنسية صوفي مارصو أدركت كل ذلك عند دعوتها لتسلّم وسام جوقة الشرف الذي من المفترض أن يقلدها به هولاند وذلك تعبيراً منها عن استيائها لأنها لا تريد الوسام ذاته الذي منحه هولاند للمدعو ابن نايف. وأوضحت مارصو على موقع «تويتر» أسباب رفضها الوسام الذي كانت من المفترض أن تتقلده وذلك خلال نشر مقال لصحيفة «لوموند» بعنوان «المملكة السعودية.. وسام جوقة الشرف الوطني وقطع الرؤوس» وأرفقتها بتعليق:«لهذا رفضت الوسام».ويتحدث المقال الذي نشرته صحيفة «لوموند» عن الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها نظام بني سعود في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وعن أحكام الإعدام التي بلغت 70 حالة منذ بداية العام الجاري.استياء النجمة الفرنسية مارصو تقاطع مع ردة فعل الجنرال ديديي تاوزين الذي قال: أنا أشعر بالغضب لأنه تم منح وسام جوقة الشرف لشخص يعدم كل يوم رجلاً «باسم الشريعة وباسم القوانين الدينية»، التي تطبّق في هذه الدولة. مؤكدا ان الجوانب الاقتصادية يجب ألا تلطخ الجائزة الوطنية المميزة في فرنسا أو غيرها من البلدان، بينما أكد النائب جيروم لامبرت أن طلب ابن نايف منحه وسام جوقة الشرف أمر مدهش ومثير للغضب، فهذا الوسام هو أعلى جائزة في فرنسا ويجب عدم تخفيض قيمتها بمنحها لأناس لا يستحقونها.
التاريخ - 2016-03-12 9:21 PM المشاهدات 646
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا