وقّع.. لطرد الراهبة /بيلاجيا سياف/ من الخدمة الكنسية عريضة مفتوحة :إلى سيادة البطريرك يوحنا العاشر اليازجي ، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس،وسيادة المطران لوقا الخوري ـ المعاون البطريركي،السلام لكم ؛...أما بعد :بتاريخ اليوم ، العاشر من آذار 2014 ، وزعت عصابة "جبهة النصرة" الوهابية الإرهابية شريطا يتجاوز طوله ست دقائق يغطي اللحظات الأخيرة لوجود "راهبات معلولا" المختطفات مع الخاطفين المجرمين. ويظهر الشريط (رابطه نهاية هذه العريضة) تفوهات رخيصة ومشبوهة أدلت بها الأم "بيلاجيا سياف"، رئيسة "دير ما تقلا"، لأحد المسلحين تغدق فيها ليس فقط عبارات الشكر والامتنان للمجرمين على "تعاملهم الإنساني"، ولا الدعاء لهم بالنصر والتوفيق وحسب (التوفيق والنصر على من!!؟)، بل وترجو المجرم الذي تخاطبه إيصال تحياتها لزعيم "جبهة النصرة" في منطقة القلمون!!ما قامت به الأم بيلاجيا سياف لا يمكن تفسيره بأنه سلوك مبعثه الخوف ،أو بأنه "مجاملة" للخاطفين، كما يمكن للبعض أن يوفر لها ذرائع تبريرية تغفر لها خطأها العظيم. فطريقة وأسلوب حديثها، وضحكاتها، ومضمون حديثها كله من أوله إلى آخره يشي بأنها متعاطفة تماما مع المجرمين. هذا فضلا عن أن حديثها جاء بعد أن تمت صفقة إطلاق سراحهن، وبينما كانت في طريقها إلى الأمن العام اللبناني. وهو ما يعني أنها لم تكن مجبرة على قول ما قالته. وفي أسوأ الحالات، كان بإمكانها أن تتفوه ببعض عبارات المجاملة ريثما تفلت من قبضتهم، إن لم تتصرف كما تصرفت الراهبة الأخرى التي خرجت من كادر الكاميرا حالما أحست بوجود تصوير.وإذا كان سلوكها وتصرفها وحديثها وهي لمّا تزل في عهدة الخاطفين، كما يمكن لأي ملتمس أعذار أن يرى، فإن ما قالته في مؤتمرها الصحفي بعد أن أصبحت في عهدة السلطات السورية، يؤكد أن كل ما قامت به كان عمدا متعمدا ، وعن سابق إصرار وتخطيط ، ولا علاقة له بالخوف. فهي لم تكتف بتكرار شكرها للمجرمين، بل زادت عليه بأن لفقت أكاذيب لا أساس لها سرعان ما نفتها الجهات المعنية. وبهذا خرقت حتى تعاليم الكنيسة التي علمتها أن لا تكذب إن لم يكن باستطاعتها قول الحقيقة، وأن لا تزيّن الباطل إن لم يكن بإمكانها الجهر بالحق!إن تصرفاتها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ما نشره أحد الصحفيين قبل ستة أشهر، نقلا عن مصادر مطلعة داخل كنيستكم الموقرة، حين أكد أنها على صلة بـ"القوات اللبنانية" وأنها كانت توفر خدمات لمسلحي "جبهة النصرة" و"الفاروق" في معلولا، بما في ذلك تأمين الطعام والشراب والمنامة لهم في مرافق الدير، وأنها طلبت من الجيش السوري إبعاد حاجزه إلى خارج بلدة معلولا، وهو ما حصل فعلا، الأمر الذي مكن مسلحي"جبهة النصرة" من تفجير الحاجز في اليوم التالي بسيارة يقودها الانتحاري الفلسطيني ـ الأردني"عمار الجمزاوي" وقتل جميع عناصر الجيش السوري الذين كانوا يرابطون عنده لحراسة مدخل البلدة!بعد ذلك، وقبل اجتياح "جبهة النصرة" للبلدة للمرة الثانية( كانون الأول 2013)، نشر الصحفي نفسه تقريرا كشف فيه ، استنادا إلى مصادر في كنيستكم الموقرة أيضا، وإلى مصادر في الجيش السوري، وإلى وثيقة ديبلوماسية بريطانية، عن أن الجيش السوري عرض على راهبات الدير وبقية العاملين من خدم الرعية في البلدة عربات مدرعة لإخراجهم منها إلى أي دمشق أو أي مكان آخر تقرره الكنيسة لأن الإرهابيين يستعدون لاجتياح البلدة للمرة الثانية. إلا أن الأم بيلاجيا رفضت ذلك رفضا قاطعا، وآزرها في موقفها آخرون في كنيستكم الموقرة ، وفي لبنان، نعرفهم بالأسماء، لكننا نعفّ عن التشهير بهم كرمى لكرامة كنيستكم. وبعد تلك الواقعة بأسابيع قليلة، حصل الاجتياح فعلا، وحصل اختطاف الراهبات وجرى نقلهن إلى يبرود، وبدأت "أسرار" العملية وملابستها بالتسرب، والتي أكدت بما لا يدع مجالا للشك أنها كانت عملية"اختطاف بالتراضي والتواطؤ" خدمة لمآرب العصابات الوهابية ومن يقف وراءها.لقد كانت الكنيسة السورية ، بمذاهبها المختلفة، كنيسة وطنية منذ أن بوركت سوريا بولادة الفدائي السوري "المسيح ابن مريم" على أرضها في إقليمها الجنوبي ـ فلسطين، وقدمت على مدار ألفي عام أمثولات في التضحية والفداء من أجل هذه البلاد وأهلها، وليس من أجل الكنيسة والإيمان فقط، رغم الاضطهاد الديني و"الوطني" الذي تعرض له أبناؤها ورعيتها في مراحل مختلفة من تاريخ هذه البلاد، لاسيما بعد دخول الإسلام إليها وتعميمه مبدأ "الذمية" العنصري البغيض. وهي لم تحد عن نهجها هذا حتى في "العهد الوطني" الذي بدأ مع الاستقلال، رغم أن جميع الأنظمة التي مرت منذ الاستقلال حتى الآن ، وبدرجات متفاوتة نصا وتطبيقا، لم تنظر إلى مسيحيي سوريا، وهم السكان الأصليون، إلا بوصفهم مواطنين من الدرجة الثانية، سواء في الدساتير أو القوانين التي سنت منذ ذلك التاريخ.لهذه الأسباب كلها، وغيرها، إن الموقعين على هذه العريضة يربأون بإحدى كنائسهم الوطنية أن تضم بين رعايا راهبة تلطخ سمعتها وسمعة الشعب السوري على غرار الراهبة " بيلاجيا سياف"، وتطالبكم بمعاقبتها وفق الأعراف والتقاليد المتبعة في الكنيسة، وهو "الحق الخاص" المحصور تنفيذه بكم. ولأن هذا ليس من اختصاصنا، بوصفنا مواطنين سوريين بالدرجة الأولى، قبل أن نكون منتمين إلى ديانات مختلفة أومؤمنين ملتزمين أو علمانيين أو غير مؤمنين، فإننا نطالبكم بإنزال عقوبة"الحق العام" بها، وهي طردها من الخدمة الكنسية التي تشكل مجالا للعمل العام ، وكف يدها عن رئاسة دير مار تقلا ، ومنعها من مزاولة أي خدمة كنسية أخرى يكون لها فيها موقع القرار . وهذا أقل ما يمكننا المطالبة به احتراما لكرامة شهداء الجيش السوري الذين تسببت هذه الراهبة ـ مباشرة أو مداورة ـ بقتلهم، واحتراما لمشاعر ذويهم ومشاعر ملايين السوريين الآخرين، وغسلا للعار الذي تسبب به سلوكها المخزي والمشين لسوريا.السلام لكمGeorge Fadel Mattaالمصدر: موقع aredaonline.com/76467الحدث
التاريخ - 2014-03-12 5:27 PM المشاهدات 1200
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا