انهيار أسعار البطاطا ليس الحدث الأبرز بطرطوس وإن كان له النصيب الأكبر من الأحاديث.. فلا تزال أحاديث نتائج انتخابات مجلس الشعب تستحوذ على الاهتمام.. ولكن أن يكون كيلو البطاطا بسعر جرزتي بقدونس ليس بالأمر البسيط أو العادي ولا يمكن مقارنته بفقدان البنزين من الكازيات وطوابير السيارات التي تصطف رتلاً طويلاً طويلاً.. لكن يمكن بمقارنته بارتفاع أسعار الفروج واللحمة والبيض التي أصبحت خارج مدارك الشريحة الأكبر من المواطنين..أن تنخفض أسعار البطاطا بهذا الشكل مؤشر على أن هناك ما يشبه الخديعة التي وقع فيها المزارعون.. فماذا يعني أن نستوردها ونحن في أوج الموسم؟!! وماذا يعني أن يمتنع هؤلاء عن زراعتها في الموسم المقبل؟!أسئلة كثيرة تلف وتدور والمواطن الذي لم يعد باستطاعته فهم ما يجري في حركة السوق المرتفعة باستمرار ليسأل.. إذا كان الأمر بهذه البساطة فلماذا لا تقوم الدولة باستيراد البيض والفروج واللحوم المثلجة والمبردة؟!!فربما إذا فعلت فسنخفض أسعارها وتصبح في متناول يد المواطنين ومعداتهم.أحد الباعة في سوق الخضار أخبرني أن هذا الموضوع فيه «إنّ» وأن البطاطا كشقيقتها البرتقال ستكون مستوردة بالكامل في الوقت القريب لأن أغلب المزارعين سيمتنعون عن زراعتها وربما الابتعاد عن الزراعة بشكل عام.. بسبب الانهيارات المتلاحقة لأسعار محاصيلهم التي لا تكفي لتغطية نفقات ثمن البذار فقط فكيف بالحراثة والسماد والمبيدات التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني..أحد المزارعين من سهل عكار أخبرني أن سعر الكيلو غرام من البطاطا حالياً /60/ ليرة لا تغطي أجور العاملين في جنيها فقط.. أليست البطاطا محصولاً استراتيجياً كالقمح؟ أليست هي طعام الفقراء؟!!لماذا لا تقوم شركات الخزن باستلامها وحفظها ودفع أثمانها بسعر التكلفة للمزارعين؟هي ليست مجرد أسئلة بل هي أوجاع شريحة من المواطنين لم تجد من يسمعها فإن تخفيض أسعار البطاطا لا يعني أن الدولار تراجع إلى /250/ ليرة.. بل تعني أن هناك شريحة من المزارعين ستعلن الإفلاس وربما تبيع أرضها لإيفاء ديونها..رئيس اتحاد فلاحي طرطوس مضر أسعد طالب الجهات المعنية بتوقيف استيراد البطاطا سنوياًَ اعتباراً من بداية الشهر الثالث من كل عام أي قبل شهر من بداية الموسم في بلدنا.. مبيناً أنه ومن خلال المتابعة تبين أنه تم تفريغ آخر باخرة مستوردة من خارج القطر في مرفأ طرطوس ما يؤشر لعودة توازن السوق وتحسن أسعار البطاطا..وحول الحلول الممكنة في هذه الحالة أشار رئيس اتحاد فلاحي طرطوس إلى ضرورة التدخل الإيجابي من شركات الخزن والتسويق واستلام المحاصيل من الفلاحين مباشرة..وحول مطالبه بالتعويض أوضح رئيس فرع اتحاد الفلاحين مضر أسعد أن صندوق التعويض مخصص للتعويض عن الجفاف والكوارث الطبيعية ومشكلة مزارعي البطاطا لا يمكن تصنيفها ككارثة طبيعية..ومن جانب آخر ذكر رئيس اتحاد فلاحي المحافظة أن الموسم مبشر وواعد ولذلك من الغريب السماح باستيرادها هذه الأيام ونحن واجبنا حماية المزارعين من أي ضرر وخاصة أن تكلفة الكيلو تتراوح بين /60-65/ ليرة في حين يباع الآن في سوق الهال بـ/60-75/ ليرة أي الخسارة مضاعفة نظراً لارتفاع مستلزمات الإنتاج.. فكيلو البذار سعره فقط /400/ ليرة سورية.ربما تكون هذه المشكلة ليست طاغية في وسائل الإعلام ففقدان البنزين والحفر في الشوارع التي أصبحت لا تحتمل تأخذ نصيبها من المتابعة والوعود ولكن ماذا عن (البطاطا) وزراعتها وحماية مزارعيها ألا تستحق المزيد من الضوء أقله حماية لقوت الفقراء في أزمنة الفقر التي لم نشهد لها مثيلاً سابقاً؟
التاريخ - 2016-04-20 10:26 PM المشاهدات 802
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا