ربمّا لا يخطر ببال الكثيرين أن دمشق، تشهد أفكاراً جديدة ترتبط بـ" لايف ستايل" حديث، لكنّ هذه المدينة التي صنفّت منذ فترة كإحدى أخطر مدن العالم، لم يتوقّف سكّانها عن خلق أفكارٍ جديدة، تصبّ في إطار تحقيق أفضل تكيّفٍ ممكن، مع واقع الحرب الصعب.هكذا أخذت المقاهي مساحةً متنامية، في حياة بعض سكّان العاصمة السوريّة، على اختلاف فئاتهم الاجتماعية والمهن التي يعملون بها، حيث وجدوا فيها مكاناً ملائماً ليس للترفيه فقط، بل لإتمام للقاءات، وإنجاز الأعمال اليوميّة.كما بات مألوفاً مشاهدة أستاذ يحجز مع طلّابه زاوية شبه دائمة في مقهى دمشقي بهدف إعطائهم حصص دراسية إضافية، أو طلّاباً جامعيين يدرسون استعداداً للامتحان، أو يستغرقون بحل إحدى المسائل الرياضيّة، أو يتبادلون مهارات اللغات الأجنبية.وأكثر ما ساهم بتعزيز دور المقاهي؛ هو اجتهاد أصحابها في توفير الإنترنت والكهرباء فيها بشكلٍ شبه دائم، الأمر الذي يصعب توفره على مدار اليوم، بالبيوت، أو المكاتب الصغيرة.قد يهمك.. الحرب السورية.. أرقام صادمة للمتضررين.. والأمم المتحدة لم تحصل سوى على 40% من المبالغ المطلوبة لتلبية احتياجاتهمضمن هذا الإطار شهدت دمشق افتتاح مقهى جديد، يحمل اسم "المكتب"، بدأ باستقبال زبائنه رسمياً الاثنين بتاريخ 25 نيسان/ إبريل الحالي، بعد ليلة افتتاحٍ صاخبة حضرها الكثير من المدعويّن، لاختبار تجربةٍ وصفها البعض بـ"لايف ستايل" جديد.افتتاح المقهى الجديد، يعكس صور تناقضات الحياة وسط الحرب، فأصوات القذائف الآتية من مناطق الاشتباكات بالريف الدمشقي القريب، لم تحل دون توافد المدعويّن، أو انسجامهم مع إيقاعات فرقة "بيركومانيا"، والعروض الاحتفالية الأخرى.الشاعر السوري عادل محمود كان بين الحضور، وقال "أنا شخصيّاً مع أي نشاط يحقق التواصل الإنساني، حتى لو لم تتوافر الشروط الموضوعية الكاملة لذلك، وأدعم بحث الناس عمّا يمكن أن يجمّل حياتهم مهما كانت الظروف، أو يساعدهم بتحسين حياة الآخرين."وتبلغ مساحة "المكتب" 1400 متر مربّع تقريباً، وتتسّع لـ 700 شخص. وأكدّ منذر نزهة أحدّ ملاّك المقهى أنّهم يسعون إلى "تقديم خدماتٍ متكاملة للزبائن، عبر هذا الفضاء الثقافي، الاجتماعي، الترفيهي، الذي يتيح لروّاده ممارسة نشاطات مختلفة، كسماع الموسيقى أو عزفها، وراوية القصص والحكايات على كرسي الحكواتي، وحضور الأفلام السينمائية، والمطالعة، حيث يتوفرّ لدينا مكتبة تضم قرابة الألف عنوان."
التاريخ - 2016-04-30 1:58 PM المشاهدات 759
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا