اشتغلت بالمدينة الجامعية كل شي ممكن يخطر على البال. مدير مدينة.. مدير خدمات.. مدير سكن.. مدير إداري.. مختار.. شيخ عشيرة.. مصلح اجتماعي.. موجه تربوي.. طبيب.. معالج نفسي.. رجل إطفاء.. رجل إسعاف.. خبير حرائق.. محقق.. قاضي ولاد.. قاضي نسوان.. مدير عصفورية… الخ. كل هدول وأكتر… بس ما خطر على بالي ومو ممكن يخطر إنو اشتغل (مأذون) متل ما صار معي اليوم لما فاجؤوني في حفلة خطبة بين طالب وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة.. والحمد للـه أديت المهمة على أكمل وجه وطلبنا العروس بصفتي ولي أمر العروسين وقرأنا الفاتحة على نيّة التوفيق هذا ما قاله الدكتور إبراهيم محمد جمعة مدير المدينة الجامعية بدمشق وأضاف "جمعة" قائلاً بأن شكل السكن الجامعي مجتمعاً «قائماً» بحد ذاته.. ولهذا المجتمع خصوصية تتمثل بأن جميع القاطنين في هذا السكن هم من فئة شبابية تتراوح أعمارهم بين الـ(18-25) سنة وهم من مناطق مختلفة على امتداد ساحات الوطن ويدرسون اختصاصات متنوعة، الأمر الذي يؤدي إلى الغنى والتنوع الثقافي والفكري والاجتماعي ضمن هذا السكن. وانطلاقاً مما سبق فإن المهام المنوطة بإدارة هذا السكن هي مهام كبيرة جداً ومتنوعة تحتاج إلى كوادر متخصصة إدارية وهندسية وخدمية وتربوية، وإلى إمكانيات كبيرة من أجل تلبية كل احتياجات الطلاب القاطنين. ولا شك أن الأزمة ألقت بظلالها الثقيلة على السكن، حيث تضاعف عدد الطلاب القاطنين، إضافة إلى المشكلات الخدمية المتعلقة بالظروف العامة مثل موضوع تقنين الكهرباء وصعوبة تأمين الكميات اللازمة من مادة المازوت وغيرها من الظروف الصعبة التي انعكست سلباً على مستوى الخدمات المقدمة. وعلى الرغم من كل ما ذكر فلا بد من الإشارة إلى أن هناك جهوداً كبيرة بذلت من إدارة المدينة الجامعية ومن كل الجهات المعنية بالسكن الجامعي من أجل الحفاظ على حالة الأمن والهدوء والاستقرار، وتأمين كل ما يمكن من الخدمات اللازمة لتلبية احتياجات الطلاب. ولقد كانت المدينة الجامعية بدمشق النموذج الحي والصادق لحقيقة واقع المجتمع السوري الذي تسوده علاقات المحبة والإخاء والتعاون، حيث تجسدت الوحدة الوطنية بأسمى معانيها من خلال الفعاليات والنشاطات التي أقيمت والمشاركة الواسعة من كل الطلاب. وقد أقيمت يوم أمس الأول في الوحدة 11 حفلة خطبة بين طالب وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تم الإعداد لهذه الحفلة من رئيسة اللجنة المشرفة على هذه الشريحة الآنسة رلا المحمد وبرعاية الاتحاد الوطني لطلبة سورية، وقد شاركت إدارة المدينة الجامعية في هذه الحفلة حيث قمت أنا شخصياً بالإجراءات المتعارف عليها في مثل هذه المناسبات حيث قمت وبناء على رغبة العروسين بطلب يد العروس من ذويها وتم القبول ومن ثم قرأنا الفاتحة على نية التوفيق. وقد حضر هذه الحفلة كل الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وكانت حفلة مميزة ونوعية سادتها أجواء الفرح والسعادة. وأود في الختام أن أشير إلى التميز في أداء لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة التي قامت بالعديد من الفعاليات الوطنية والاجتماعية التي أكد الطلاب من خلالها حرصهم على استمرار الحياة في بلدنا الحبيب وتصميمهم على الثبات في وجه كل التحديات والمؤامرات التي تحاك ضده، وأملنا إن شاء اللـه بالنصر القريب والمؤزر، وعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا الحبيب.
التاريخ - 2016-05-04 11:38 PM المشاهدات 1614
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا