الامتحانات بين القلق وأساليب المواجهة

تحظى الامتحانات هذه الأيام بهالة من الإثارة والتضخيم والتهويل والقلق وخاصة مع ما يقوم به الأهالي من سلوكيات يظنون أنها نافعة وناجحة ولكنها تقود إلى نتائج عكسية وسلبية على الطالب، ويعد الأمر طبيعياً أن تولِّد الامتحانات نوعاً من القلق للوالدين والطلبة على السواء، وخصوصاً أنها تحدد مستقبل الطالب والطريق الذي سيخطه في حياته، وفي النهاية هدفنا ليس إزالة قلق الامتحان خاصة بعدما ثبت أنه مفيد في درجاته المعقولة، ولكن الهدف هو تخفيض حدته وتعلم مهارات السيطرة عليه حين يتجاوز حدوده المفيدة، فالقلق يمكن أن يكون أحد احتمالين:الأول: إشارة تحذير لكي نقوم بفعل أشياء يجب علينا فعلها، أو حل مشاكل تتطلب المواجهة.والثاني: تشويش للعقل وتعطيل لملكاته.إذاً ما الذي يقلق طلابنا وأبناءنا من الامتحانات؟القلق الامتحاني يحصل نتيجة:1- شعور الطالب أن الامتحان موقف صعب يتحدى إمكانياته وقدراته، وأنه غير قادر على مواجهته واجتيازه، وهنا عزيزي الطالب نقول: لا تقلق لأن بإمكانك التغلب على هذا الشعور من خلال دحض أفكارك السلبية عن الامتحانات.2- اعتقاد الطالب أنه نسي ما درسه وتعلمه خلال العام الدراسي، عزيزي الطالب إذا كنت تخاف النسيان فلا تقلق، هذا وهم أو حالة نسيان مؤقتة لأن كل ما تعلمته سجل في الذاكرة، والذاكرة تقوم بإصدار التعليمات لليد بكتابة الإجابة الصحيحة.3- أنظمة الامتحانات السائدة ونوعية الأسئلة وصعوبتها سواء أكانت موضوعية أو مقالية أو غيرها، فلا داعي للقلق، ضع في ذهنك أن الأسئلة مدروسة وموضوعة من قبل لجان مختصة مراعية مستوى الطالب المتوسط.4- ضعف الثقة بالنفس: لابد أنك واظبت على الدوام منذ بداية العام الدراسي وناقشت المعلم وقمت بكل ما يجب عليك، إذاً أنت مستعد ولديك الجاهزية للامتحان.5- التنافس مع الزملاء والرغبة في التفوق عليهم ومجاراتهم: لذا عليك أن تعلم أن هناك فروقاً فردية بينك وبين زملائك، فإذا كان زميلك يتفوق في قدرة عقلية فأنت ربما تتفوق عليه في نواح أخرى.وهذه بعض النصائح لك عزيزي الطالب لكي تتعلم كيف تستعد وتؤدي الامتحان:1- القلق والتوتر يقودان للتشتت والنسيان، فحاول أن تكون ثقتك بنفسك عالية.2- صحياً لا تهمل غذاءك وخذ فترات راحة بغية الترويح عن نفسك وتجديد طاقتك ونشاطك وتحفيز ذاكرتك.3- الانتباه جيداً لمواعيد الامتحان ومواعيد كل مادة.4- النوم باكراً ليلة الامتحان ليكون الذهن صافياً والعقل منظماً.5- عدم التبكير في الذهاب إلى المدرسة التي ستقدم فيها الامتحان ولا تتأخر حتى لا تعرض نفسك للتشويش.6- عدم مناقشة الرفاق في المادة أو البحث والتقصي عن الأسئلة المتوقعة لأن ذلك يربك الذهن.7- قراءة ورقة الأسئلة بدقة والتأكد من فهم المطلوب وعدم التسرع في الإجابة.8- بعد قراءة الأسئلة يفضل البدء بالإجابة عن الأسئلة السهلة.9- الإجابات يجب أن تكون وفق صيغة كل سؤال مع مراعاة التنظيم والتسلسل المنطقي.10-وضع رقم السؤال المراد الإجابة عنه على ورقة الامتحان.12-عدم تقديم إجابتين مختلفتين للسؤال نفسه ظناً منك أن المصحح سيختار الإجابة الصحيحة.13-تخصيص الوقت بما يناسب الأسئلة.14- قراءة الأسئلة مرة أخرى والإجابات، للتأكد من عدم ترك أي سؤال دون إجابة.15-عدم التسرع في تسليم ورقة الامتحان.16- عندما تنتهي من امتحان مادة ابدأ بالتهيؤ للمادة التالية.وفي النهاية ينبغي التركيز على مسألة هامة وهي ضرورة التزام الهدوء وتجنب التوتر الزائد، سواء من جانب الطالب أو الأسرة، فراحة البال والهدوء من العوامل المساعدة على اجتياز فترة الامتحانات بشكل جيد، ويقع على عاتق الأسرة والوالدين بالأخص دور كبير في مساعدة أبنائهم على اجتياز تلك الفترة، وذلك من خلال ما يلي:1. تهيئة الأبناء على مدار العام الدراسي لاستقبال فترة الامتحانات بشكل طبيعي.2. عدم إبداء مظاهر الخوف والقلق قدر الإمكان.3. الحرص على تدعيم ثقتهم بأنفسهم وحثّهم على المثابرة دون توبيخٍ أو ضغط يضعفان ثقتهم بأنفسهم مما يؤدي إلى المزيد من القلق والخوف والإحباط.4. تجنب المبالغة في قدراتهم وإمكاناتهم وطموحاتهم وخاصة أمام الآخرين، ويفضل التعامل مع قدراتهم بموضوعية5. الامتناع عن مقارنتهم بزميل أو قريب متفوق بشكل يحبطهم ويعيق إنجازهم.6. عدم فرض طموحاتكم عليهم دون النظر إلى ميولهم ورغباتهم وإمكانياتهم، بل يجب مراعاة هذه الميول والرغبات والإمكانيات.7. تشجيع الأبناء ومساعدتهم على دراسة المواد التي يعانون صعوبات منها.8. الحرص على عدم إرهاقهم وتكليفهم بأعباء منزلية غير ضرورية.9. إقناعهم بتجنب الإكثار من تناول المنبهات (كالشاي والقهوة والكولا).هكذا هي فترة الامتحانات فن يحترفه الأهل ويجني ثماره الأبناء، وبكل الأحوال إدارة الوقت بطريقة احترافية تنعكس على النتيجة النهائية للامتحان.خلود خضور