شبكة سورية الحدث


بدائل مازوت التدفئة في سورية.. إضرار بالبيئة والاقتصاد

أكد الدكتور المهندس يونس علي مدير مركز بحوث الطاقة في وزارة الكهرباء أن أزمة المازوت أفرزت ظاهرتين سلبيتين على الصعيد البيئي والاقتصادي. ولفت الدكتور علي إلى أن الظاهرة السلبية الأولى تجلت بشكل رئيسي في الأرياف، حيث بدأ الناس بقطع أشجار الغابات الحراجية وغيرها واستخدامها بديلاً طاقياً عن مادة المازوت في التدفئة، وقال: “كلنا يعلم مقدار الضرر البيئي الناجم عن هذا السلوك، ولاسيما في البلدان التي تعاني من نقص في مساحة البساط الأخضر”. وبين أن الظاهرة الثانية تجلت من خلال الزيادة الكبيرة في استخدام المدافئ الكهربائية كبديل عن المدافئ التي تعمل عن المازوت في المنازل، مشيرا في تصريح لصحيفة “الثورة” إلى الأثر الاقتصادي السلبي الناجم عن استخدام المدافئ الكهربائية، وخاصةً التي تعمل بسلك معدني متوهج الأكثر استخداماً وشيوعاً نتيجة سعرها المنخفض بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، حيث إن مبدأ عملها يتركز على عملية تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة حرارية، والتي كانت بالأساس مصدراً لتوليد الكهرباء في محطات التوليد من خلال تحويل الطاقة الحرارية الكامنة في الوقود (فيول، غاز، مازوت.. ) إلى طاقة حركية ومن ثم إلى طاقة كهربائية. وتابع قائلا: ” هذا ما يعرف بالسلسلة الطاقية للإنتاج التقليدي للكهرباء، وإذا دققنا في السلسلة الطاقية في حال استخدام الكهرباء في المدافئ الكهربائية فإن هذه السلسلة بكل بساطة تتحول إلى حلقة طاقية تفرغ مضمون هذه السلسلة من مضمونها العلمي والفني والاقتصادي”., وأضاف: ” إن تحويل الطاقة الحرارية الكامنة في الوقود إلى طاقة كهربائية مروراً بسلسلة من العمليات التكنولوجية والفيزيائية المعقدة والمكلفة كان الهدف منه هو الحصول على نوع جديد من الطاقة التي يمكن نقلها إلى مسافات بعيدة واستخدامها في تدوير الآلات الميكانيكية، الأجهزة الكهربائية والإنارة وغيرها وليس استخدامها كطاقة حرارية للتدفئة أو التسخين، وإلا ما الفائدة من كل هذه السلسلة الطاقية التحويلية ومبررات التكاليف المالية المرتبطة بها ؟!”.‏ وأوضح مدير مركز بحوث الطاقة أن كل واحد كيلو واط ساعي من الطاقة الكهربائية يعادل /860/ كيلوكالوري حراري من الطاقة الحرارية وفي حال تم تحويل هذه الطاقة عن طريق مدفئة كهربائية بمردود /85%/ فإن كمية الطاقة الحرارية المستخرجة من واحد كيلو واط ساعي سوف تكون /730/ كيلوكالوري تقريبا.. ووفقاً للدراسات الإحصائية والاقتصادية في وزارة الكهرباء بخصوص تكلفة وحدة الكهرباء وصولاً إلى المستهلك المنزلي، مع الأخذ بعين الاعتبار الأسعار العالمية للوقود، فإن كلفة الكيلو واط ساعي بالأسعار العالمية تصل إلى /25/ ليرة سورية تقربياً.‏ وأشار علي إلى أن نفس كمية الطاقة الحرارية الناتجة عن واحد كيلو واط ساعي بواسطة المدفئة الكهربائية والمقدرة بـ /730/ كيلوكالوري، يمكن الحصول عليها من خلال الحرق المباشر لكمية من الوقود المكافىء تعادل /73/ غرام والتي يقدر سعرها بحوالي /6/ ليرة سورية وفقاً للأسعار العالمية للوقود، أي أنه بكل بساطة، إن كلفة وحدة الطاقة الحرارية المنتجة بواسطة المدافىء الكهربائية تعادل أربعة أضعاف كلفتها الناجمة عن الحرق المباشر للمازوت. ومن هذا ندرك حجم الضرر الذي يلحق بالاقتصاد الوطني جراء استخدام الكهرباء بدلاً من المازوت في عملية التدفئة.‏
التاريخ - 2014-11-16 7:17 PM المشاهدات 808

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا