شبكة سورية الحدث


البديل من الأسد الأسد!!

بقلم : نبيه البرجي اين الغرابة؟ هذه هي اميركا. في اللحظة الكبرى تترك حلفاءها، أو أتباعها، عراة وفي العراء... لا يحق لبعض المعلقين الحديث عن «لعنة اوباما»رؤساء آخرون فعلوا الشيء نفسه، من ريتشارد نيكسون الى جيمي كارتر وقبلهما جون كنيدي وبعدهما جورج دبليو بوش، لا حليف لاميركا في هذا العالم سوى اميركا، اسرائيل هي اميركا ايضا، ليس صحيحاً ان نجمة داوود سقطت سهوا من العلم الاميركي، انها فوق كل النجوم. يومياً نتحدث عن العبقرية الاميركية، حتى لنظن انها من اخترع تفاحة آدم، وأن السيد المسيح ظهر وصلب من اجلها، كما كان القس الطهراني (بيوريتانز) جيمس لورانز يقول يومياً، يفترض ان نتحدث عن الفساد الاميركي. الادارة لم تلاحظ حساسية المعادلات الجيوسياسة والجيوستراتيجية في الشرق الاوسط. تصدرت ان باستطاعتها تقويض نظام بشار الاسد بالطريقة ذاتها التي جرى فيها تقويض نظام نورييغا في نيكاراغوا. وكنا نتابع المقالات التي كان يرافقها معلقون عرب بالنقر على الدفوف، وفي احيان كثيرة بالنقر على الغرائز، اذ ان تفكيك النظام في دمشق يعني تفكيك نظام فلاديمير بوتين في موسكو، ونظام آيات الله في طهران، وفي احسن الاحوال ترحيل حسن نصرالله ومعه مقاتليه الى القرن الافريقي او الى القطب المتجمد الشمالي. هي الاستخبارات المركزية التي راهنت، وبتمويل عربي لا حدود له، على حصول انشقاقات دراماتيكية في المؤسسة العسكرية، وحين اخفق الرهان تم الانشغال الى خيار الاغتيال (الذي لا يزال مطروحاً حتى الآن). محاولات كثيرة آلت الى الفشل، وفشلت معها محاولات الانقلاب العسكري. وحتى عندما تم اختراع تنظيم الدولة الاسلامية، او اخراجها من الكهوف، او من الردهات (والادمغة) المقفلة، كان هناك من يراهن على انها الظاهرة السحرية التي تستطيع اجتثاث النظام وأهله بأسنانها، قبل ان يتبين ان الولادة المخبرية لذلك الحيوان الايديولوجيا جعلته يتنامى على نحو خرافي لا يدق ابواب بغداد وابواب دمشق فحسب بل وكل الابواب العربية الاخرى وصولاً الى واشنطن. ها ان ابا محمد العدناني الذي كما لو انه الناطق باسم الله يقول للاميركيين والاوروبيين إما ان تعتنقوا الاسلام او تدفعوا الجزية، ولا ندري لماذا اثارته باريس الى هذا الحد فيهدد بتحريرها، من الصليبيين طبعاً، قبل روما (وهو يقصد الفاتيكان) والاندلس. اذاً، لنتوقع ان تصمم عباءة ابي بكر البغدادي من الآن وصاعدا، اصابع ايف سان لوران او كوكو شانيل.باريس تعتذر من مولانا الخليفة لأن بريجيت باردو لم تعد تليق بليلة او بنصف ليلة من ليالي الف ليلة وليلة، كما ان جان بول سارتر لم يعد هناك ليجادله في احد مقاهي الحي اللاتيني حول الكائن و... العدم. من حوالى عام، ابلغت استخبارات البنتاغون البيت الابيض ان ثمة اكثر من 1200 فصيل مسلح في سوريا، وان هذه تأكل بعضها البعض، بالحرف الواحد استبعد ديفيد شيلر نائب مدير الاستخبارات، لملمة هذه الفصائل، وقال «كما لو ان احدهم يحاول ان يلتقط النجوم ويضعها في سلة واحدة». ومنذ نحو 6 أشهر حذت وكالة الاستخبارات المركزية حذو استخبارات البنتاغون، وقالت باستحالة تظهير اي بديل لنظام بشار الاسد، والى حد الايحاء بأنه لا بديل عن نظام بشار الاسد سوى نظام بشار الاسد... وزارة الخارجية لا تستطيع ان تتفاعل بسرعة مع تلك الرؤية، لها ارتباطاتها ولها علاقاتها. اللغة الديبلوماسية شيء واللغة الاستخباراتية شيء آخر الى ان قال جون كيري انه مضطر للتفاوض مع بشار الاسد، هذا اول الكلام وليس آخر الكلام... قبل ان يتلفظ الوزير الاميركي بذلك الكلام، ومن مصر بالذات، كان الايرانيون قد اصبحوا على الارض في العراق وعلى الارض في سوريا. المسرح بات اكثر من سريالي بكثير، أين هي اميركا، ومصالح اميركا، داخل هذا الضوضاء؟ يحكى ان اشياء كثيرة ومثيرة تحدث وراء الستار ان حول الاتفاق النووي او حول الملف السوري، هل صحيح ان عبدالفتاح السيسي اقنع اخوانه العرب بالبحث عن حل آخر للوضع في سوريا، وعلى هذا الاساس تفوه جون كيري بما تفوه به؟ قبله تفوه جون برينان بما هو اكثر رضوخاً... عودة الى الرشد ام عودة الى الواقع؟
التاريخ - 2015-03-17 4:35 PM المشاهدات 628

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا