شبكة سورية الحدث


أبا جلال أنت لنا ولفلسطين وللأدب... معاً نبكيك وداعاً

أبا جلال أنت لنا ولفلسطين وللأدب... معاً نبكيك وداعاً

سورية الحدث - معين حمد العماطوري 
قبل عقدين ونيف، كنت عائد من أمسية أدبية كلفت في وسيلتي الإعلامية للكتابة عنها، ومن بين فرسان تلك الأمسية كان الأديب القاص أحمد جميل الحسن، فوجدته جدياً قل ما يبتسم عابس تكتنف شخصيته الحضور، وقرأ قصة أعجبتني لأنها نابعة من معاناة وتجربة واقعية، انتهينا من الأمسية ولزوماً أن نعود سوياً فهو الى مخيم اليرموك وانا الى حي التضامن، ولهذا ترافقنا معاً بحديث جعلني احترم هذه الشخصية المقاومة المحبة للأدب، المحبة لفلسطين ولسورية، المحبة للإنسانية، الشامخة كبرياء بعزة النفس، ودعاني الى منزله في الطابق الثالث في مخيم اليرموك وهو يقطن بحي شعبي وفوق سطح بيته كنا نجتمع كل يوم جمعة مساء، اقول عن نفسي لانهل من معين هذا الملتقى الادب والنقد واستمع الى قصص واشعار ورؤى نقدية هامة جداً...المفاجئ ان الاسماء التي تحضر كنا نراها على التلفاز وندهش بها لقيمتها الادبية....وابو جلال يتيح لنا الجلوس معها لا بل فرض علينا نحن الذين كنا نحبو في القراءات الادبية ان نقدم دراسات انطباعية عن مجموعات قصصية أمامها، وبالفعل أخذ الخوف يتسلل منا هارباً والشجاعة تكتنف ارادتنا ولغتنا ورؤيتنا الثقافية، والفضل للراحل ابو جلال احمد جميل الحسن...
وبدأ يزرع بي الأمل الثقافي ويقول: أنت تملك رؤية نقدية يا استاذ الشهر القادم سوف تقدم قراءة في مجموعة كهرمان للقاص غانم بو حمود في مركز الثقافي باليرموك، مع ناقدين الاستاذ الدكتور ماجد أبو ماضي رحمه الله والناقدة منى بيطاري المتخصصة بالأدب المقارن، وهو يصر غداً ساقرأ لك بجريدة النور الذي كان مدير تحريرها يومها الراحل الصديق باسم عبدو رحمه الله هو الآخر من له فضل كبير علي ولن أنسى ابتسامته وتشجيعه وأعماله وصدقه ووفاءه، وأخذ أبو جلال يمد يد العون لي ولغيري وقال يوماً أنت ألفت كتاباً عن فهد بلان عليك أن تلقي محاضرة عنه في مركز الثقافي كفر سوسة وبالفعل، ثم قال يوم الثلاثاء تأتي الى اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وتصطحب معك الثبوتيات لتكون عضو في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين...وبالفعل كان ذلك وبعد عام اصبحت عضو عامل فيه، وبات كل يوم ثلاثاء اين انت يا استاذ عليك الذهاب الى الاتحاد عليك أن تدير ندوة ..عليك أن تقدم قراءة في مجموعة كذا...حتى زرع بي الثقة وامتلاك ما استطيع من مخزون ثقافي....عدا منزله في كل يوم جمعة مساء ...
أبا جلال مجمعياً أديباً...طيباً...وقوراً...كريماً...شهماً...مقاوماً...بطلاً مثقفاً قاصاً وروائياً وصحفياً...أبي جلال كيف ترحل في سكون الضجيج وصمت الاصوات الصاخبة ولك في قلب كل منا مكانة ...كيف ترحل وما زالت ابتسامتك هي المبعث الوجداني لرجل الأمانة والصدق لوطنه الأم فلسطين...وبلده الثاني سورية ...كيف لنا أن ننسى إخلاصك لقلمك ولأدبك ...الرحمة لروحك وستبقى في القلب والذاكرة أيقونة الامل المتجدد مع رفاق دربك الذين سبقوك باسم عبدو وعدنان كنفاني ود.خليل الموسى ود. ماجد ابو ماضي وغيرهم...
الرحمة لروحك وعزاؤنا انك في القلب ساكن وحقا ان كان جرح فلسطين الدامي عقوداً فانت ملازم له نبكيك معاً ابي جلال وداعاً....

التاريخ - 2019-12-16 3:28 PM المشاهدات 927

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا