النأي كان بإمضائك بقلم الكاتب يوسف سليمان

"#النأيُ_كانَ_بإمضائكِ"

غُصتُ في وحلِ الفراق بعدَ أن قررَ الدّخيلُ التهامَ قلبُكِ المتردد بشأني، تركتني في سكرةٍ أدركتُ من خِلالها التّغيير البليغ بينَ نفسكِ ونفسي ..
لم تنطوِ المسألةُ هنا فأنا الذي أئتمنتُ قوتي بينَ يديكِ من الوهلةِ الأولى تصفعينني بسقوطٍ مدوٍّ كادَ أن يهرمُني ..
لماذا تُنكر فيكَ وجدي ..؟!

*دُقَ ناقوس الخطر ..
ولازلتُ أفكرُ بصوتٍ مُرتفع حيالَ هُجرانكِ
فصدُكِ الباهتُ يافتاة قد أضرَّ
كشاعر تركَ القصيدة بلا قافيةٍ وفرَّ
كعصفورٍ خرجَ من القفصِ وعلى البُعدِ أصرَّ
وتسألين هل أنتَ مليح ..؟!
لا لستُ مليحاً كما ينبغي فلا وردٌ أحمر نُقِشَ ولا حزنٌ في الصِّبا لاشى، أُكرر كيف لكياني أن يكون مليحاً وأنا الذي أشرقتُ على فجرٍ سُلِبَ برفةٍ، أنا الذي استطعمتُ وجعاً شياقاً اعتادَ الموت برقةٍ ..
ياعزيزتي الحُبُّ لا يُنكر والكرهُ لا يُندر ولكن كيف طاوعك قلبك أن تُعطي المستقبل فسحةً يُملىء بها جيوب الاشتياق بكياً على انطواء التّورق بعدَ عزيمة السّكون المترنح استقطاب التّحرق ..
قبضتي على اليد التي تؤلمني ..
فالنيران المُتأججة حدثت تهشم في صدري وألسنتها بلغت أشدها ..

*سامحكِ الله ..
لم أستطع النّسيان والكُره والخروج والهروب، حتى أني شربتُ كؤوس الموتِ كُلَّها ولم أُشفَ منكِ ..

#يوسف_سليمان