شبكة سورية الحدث


مهنة جديدة في مدينة حلب «حجز الدور»

 مهنة جديدة في مدينة حلب «حجز الدور»

من وحي الأزمات المتتالية التي تعصف بالمواطن السوري وأهمها أزمة الغاز الأخيرة و في مدينة حلب والازدحام على دور توزيع الأسطوانات في عموم أحياء المدينة، لجأ عدد من الشبان والسيدات وكبار السن إلى المهنة الجديدة التي تمثلت في حجز الدور على طابور الغاز وبيعه للراغبين باختصار الوقت وعدم الانتظار مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 1000 و2000 ليرة سورية.
وجذبت المهنة الجديدة أعداداً كبيرة من المواطنين الباحثين عن عمل، وخاصة أنها لا تحتاج إلى أي رأسمال أو معدات أو تجهيزات باستثناء ما يتيسر لهم من بقايا ومخلفات مرمية على الطرقات، يتم من خلالها حجز الدور.
آلية العمل في المهنة الجديدة، تعتمد على مراقبة جدول توزيع الغاز على الأحياء السكنية، الذي يتم نشره من قبل مديرية المحروقات ليلاً، ليسارع بعدها المشتغلون في المهنة “حاجزوا الدور”، إلى النزول من منازلهم في وقت متأخر من الليل وخاصة ما بين الساعة الواحدة والثالثة فجراً، والتوجه إلى أماكن الدور المعتادة في أحياء مختلفة من المدينة.
الخطوة الثانية من العمل لا تحتاج سوى إلى شيء ما يتم عبره حجز الدور، سواء حجر كبير من الشارع، برميل صغير، “تنكة” زيت فارغة، لوح خشب، أو أسطوانة غاز فارغة، وبعد حجزهم للدور، يجلس المشتغلون على الأرصفة إلى حلول الصباح لاستقبال الوافدين إلى الدور بهدف استبدال أسطواناتهم، وبالتالي عرض الدور الذي يحجزونه للبيع.
واختلفت آراء المواطنين في حلب حول المهنة الجديدة، فالقسم الأول من المواطنين عبّر عن رضاه تجاهها وخاصة أنها وفّرت على الأقل فرص عمل لبعض العاطلين عن العمل، وتأمين لقمة العيش لهم في ظل الظروف الصعبة وارتفاع المعيشة التي تشهدها البلاد، معتبرين أن تلك المهنة لا تعتبر سهلةً قياساً على السهر طول الليل في الشارع رغم البرد القارس، “وعلى الأقل نعرف بأن هؤلاء الأشخاص ليسوا كما السماسرة الكبار الذين يتلاعبون بنا ويحصلون كل يوم على عشرات الأسطوانات لبيعها في السوق السوداء بأضعاف ثمنها، ولولا حاجتهم إلى المال لما كانوا تركوا منازلهم في هذا البرد الشديد وقضوا لياليهم في الشارع.

في المقابل، لم يفرّق القسم الثاني من الآراء، ما بين السماسرة وبين “حاجزي الدور”، معتبرين أن الطرفين وجهان لعملة واحدة، معبّرين عن استنكارهم تجاه تلك الخطوة التي تعتبر بمثابة بيع ما هو حق المواطن، للمواطن ذاته، حيث يوضح “محمد” موظف حكومي لـ “أثر برس” بالقول: “من حقي أنا وجميع المواطنين أن ننتظم في الدور بعيداً عن أي حجز أو تلاعب، ولكن من يعملون في الحجز وجميعهم من أحياء أخرى غير حيّنا، يحجزون أماكننا ويحاولون بيعها لنا من جديد، أي أننا ندفع سعر شيءٍ هو لنا في الأصل”.

وتعاني مدينة حلب منذ قرابة الشهرين،من اختناقات وازدحام كبيرين على صعيد توزيع مادة الغاز، في ظل قلة كميات الأسطوانات الموزعة على أحياء المدينة ,مع ملاحظة في الأسبوع المنصرم تحسن طفيف في كميات الغاز الى المدينة .

التاريخ - 2019-12-27 5:41 PM المشاهدات 710

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا