شبكة سورية الحدث


رسائل لن تصل بقلم الكاتبة ولاء الرحمون

رسائل لن تصل بقلم الكاتبة ولاء الرحمون

#رسائلُ_لن_تصل

_كل شيءٍ باتَ جاهزاً .. قلبٌ مصابٌ بالخوف .. ورعشةٌ في الجوف .. وأنينٌ ينادي باستمرارٍ أن كفى .. فقد سئمتُ العيش .
_يُقال إن المجروحَ من عائلتهِ كَ ملاكٍ قد بترتْ أجنحتَهُ .. ويقال بإن أصعبَ اللآم هيَ الخوفُ من البقاء مع هذا الوقتِ الذي يزدادُ كآبةً ويوزعُ ابتساماتهِ الحمقاءَ على وجهي .. ليزادَ صراع جوفي .
آلامٌ في وسطِ جحيمي .. لا أفقهُ أسبابها ..
أهوَ التمردُ على الذات ..!
أم الصراعُ مع الموت ..!
لكنني أيقنتُ أخيراً أنهُ كرهٌ للواقعِ الذي أعيشهُ به .
_لقيط .. كُتبتْ بالخطِ العريضِ على جسمٍ هشٍ خُلقِ من ترابٍ قاحلٍ لأتكوّنَ أنا .. ولأعيشَ باسمِ اللقيط .
فباتَ هذا الصراعُ ينبتُ تلقائياً في باطني .. كلمةٌ ترددُ باستمرارٍ على مسامعي .. التحمت بي بقوةِ اللعنة .. كانتْ كطلامسَ تنغرسُ بي .. حتى أصبحتُ رجيماً ملتحماً بذاتي الأنانية .. لا أفقهُ عن هذهِ الحياة سوى أنني منذُ بدءِ ولادتي قد أُعلنَ عن اسمي بأنني الممزقُ من شرفهِ .. وأنني ابنُ الارصفةِ التي تنكرني خوفاً على نفسها مني .
فأيقنتُ بأن لا ملاذَ لي سوى بالتكورِ على هشاشتي وخلقِ الاحاديثِ المشوّهة معها.
كنت أبحث في عيون المارة عن عيونٍ تشبهُ عينيّ .. علّي ألتقي بذاكَ الخبثِ الذي ارتكبَ مجيئي إلى هذه الحياة .. كنت ألتهمُ بشراهةٍ أشكال المارة .. لكنني لم أرَ سوى نظراتِ الشفقِة على هولِ منظري القبيح .
وأعودُ لأنزوي عندَ حائطِ الزقاقِ الذي اعتبرتهُ منزلي وألعنَ نفسي مجدداً .. ولأكتبَ نهايتي فقد سئمتُ هذا .. ولأكوّن ندبةٍ في حلقِ الحياة .وأسافرَ بهدوءٍ إلى الغيمةِ التي طالما حلمتُ باحتضانها لي .
_والآن الوداع .. الوداعُ لذاكَ الغريبِ الذي أهداني ساعةً كانتْ تؤنسُ وحدتي في حلكةِ ليلٍ كنتُ أهابُ ظلمتهُ فأستمعُ لتكاتها وكأنها لحنٌ يدعوني للسكون .. ووداعاً لحائطي الذي رسمتُ عليهِ والديّ لأشوّهَ وجههما في كل وكعةِ قلبٍ تمرُّ بي .. ووداعاً للذي بعثرتهُ الحياة .. وأغرقتهُ بدماءٍ كانت تسري بجسده .

#رسالةُانتحار .
#ولاء_الرحمون..

التاريخ - 2020-01-07 9:45 AM المشاهدات 1452

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم