أثار خبر إعلان شركة فيسبوك اختيار القيادية اليمنية في جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية توكل كرمان عضواً في مجلس الحكماء المخول الإشراف على محتوى شبكة التواصل الاجتماعي، موجة رفض واستغراب واستنكار واسع.
وفور إعلان القرار ضجت منصات التواصل من فيسبوك إلى تويتر، بآلاف التغريدات الرافضة له، والمطالبة بالتراجع عنه نظراً لتاريخ كرمان الحافل بالتشدد ونشر التطرف، ما يجعلها آخر من يمكن أن يتولى مهمة الحد من «خطاب الكراهية» المنوطة بأعضاء المجلس الجديد.
«البروفايل العجيب»
وتداولت وسائل إعلام أجنبية الخبر، مستفهمة عن سبب تعيين كرومان بالخصوص في هذا المجلس، وفي تقرير حول الموضوع بعنوان «البروفايل العجيب لبعض أعضاء محكمة فيسبوك» أبدت مجلة «فالير آكتييل» الفرنسية استغرابها من تعيين كرمان في هذا المنصب، وهي التي تعرف بانحيازها وانتمائها الواضح لجماعة الإخوان الإرهابية.
ولفتت، في معرض حديثها عن سبب القرار، إلى أن خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة أشاروا سابقاً إلى ثغرة في نظام عمل فيسبوك، حيث لا تعترف الشبكة بالربط بين الدفاع عن أفكار الإخوان والترويج للآراء الإرهابية.
وترى المجلة أن هذا الأمر يناقض الواقع، حيث يخضع الإخوان في عدد من الدول الغربية للمساءلة حول الكثير من الملفات الإرهابية، وكذلك فإن عدداً من قادة تنظيم القاعدة خرجوا من عباءة هذه المجموعة، تضيف «فالير آكتييل».
وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية قد وصفت كرمان في تقرير سابق بـ«عنصر فاعل» في حركة الإخوان في اليمن، مشيرة، كذلك، إلى دعمها العلني الكبير لشبكات الإخوان حول العالم، خصوصاً في مصر.
عواصم الإرهاب
وتهدد الخطوة، وفقاً للكثيرين، بتحويل الشبكة الاجتماعية إلى منصة لبث الخطاب الديني المتطرف، إذ تعرف كرمان، بتصلب آرائها الرافضة لكثير من القيم الديمقراطية والمتماهية مع أفكار جماعات وعواصم الغلو والإرهاب في المنطقة.
وبحسب تقرير حديث لصحيفة «الغارديان» فإن توكل كرمان ليست سوى «رقم» من ضمن نحو 850 صحفياً عربياً من ذوي الميول الإخوانية، يؤويهم نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المهوس بوهم استعادة نفوذ الإمبراطورية العثمانية.
ومع اتخاذها من تركيا، مسكناً ومقراً لإدارة نشاطها الإعلامي بعد أن منحها أردوغان الجنسية التركية عام 2012، تعتمد كرمان مادياً على حظوتها لدى قطر، حيث تتحدث وسائل إعلام يمنية عن قناة تمويل مفتوحة للقيادة الإخوانية في بنوك الدوحة، مكنتها من مراكمة ثروة ضخمة خلال السنوات الأخيرة، وسمحت لها بتأسيس جمعيتها «مؤسسة توكل كرمان الدولية» وقناة «بلقيس».
رفض عربي
وتم على نطاق واسع التغريد تحت وسوم مثل «أرفض توكل كرمان في مجلس حكماء فيسبوك»، و«توكل كرمان إرهابية»، فيما اختار مغردون وسوماً أخرى بالعربية والإنجليزية، تعبر عن امتعاضهم من الخطوة، وتطالب الشبكة العالمية بالتراجع عنها، نظراً لكون المجلس الجديد بمثابة محكمة عليا، ستكون لها الكلمة الفصل في حذف منشورات فيسبوك وإنستغرام.
وعرفت كرومان منذ ظهورها على مسرح الأحداث بدعم إخواني، بتصريحاتها المحرضة على العنف واغتيال الشخصيات المخالفة لها في اليمن، ومصر والجزائر وسوريا وعدة بلدان أخرى في المنطقة.
وطالب ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، بإطلاق حملة لمغادرة فيسبوك وانستغرام، كما ناشد بعضهم بلدانه بحظر هذين التطبيقين، بسبب القرار الذي اعتبروه «خطوة استفزازية».
وأشار بعضهم إلى أن الأمر يتعلق بسياسة قطريةـ إخوانية للتغلغل في مختلف مراكز النفوذ الإعلامية الدولية، ما يمثل تهديداً جدياً لفكرة التواصل بحرية وانفتاح التي تأسست عليها شبكة فيسبوك.
ولفت آخرون إلى أن فيسبوك ستخسر الكثير من سمعتها ومكانتها، شرق أوسطياً وعالمياً، نتيجة هذه الخطوة غير المحسوبة، متسائلين: كيف يمكن لشبكة عالمية أن يتم تضليلها بهذا النحو لاختيار اسم منحاز بشكل علني ومتورط في التنظير للإرهاب والقتل ومصطف بشكل فاضح إلى جانب نظامين أبعد ما يكونان عن قيم الحرية والديمقراطية: قطر وتركيا.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
