شبكة سورية الحدث


بعد أن وعدها بالزواج ..اغتصبها في العيادة ثم رمى بها إلى الشارع

 خاص  - بقلم محمد الحلبي بعد أن وعدها بالزواج ..اغتصبها في العيادة ثم رمى بها إلى الشارع تتقاذفنا الأيام في صفحات الزمن ..تتوه منا المعاني وتضيع الحكم ..يحتار السؤال على الشفاه المرتعشة ..وتجف الابتسامة وينضب الأمل .. يهرب الحنان من القلوب الملتاعة ..وتتسمر العيون وهي تحدق في الأفق البعيد ...عندها فقط تسقط ورقة التوت الأخيرة ..ويترجل الركاب من قطار الحياة بعد رحلةٍ طويلةٍ شاقة ٍ، لنكتشف متأخرين بأنه لا يوجد تذاكر عودة إلى الخلف ولو لمحطةٍ واحدة ٍ... في المقهى :  في ركن المقهى الذي جلست فيه إليها ، رنت بنظرها إلى البعيد وكأنها كانت تبحث عن ماضيها في السماء المتلبدة بالغيوم، قبل أن ترشف من فنجان قهوتها وتقول : ((كان ذلك قبل عشر سنواتٍ خلت ، وقتها لم أستطع نيل الشهادة الثانوية ، ومع هذا قررت أن أشق طريقي بعيداً عن الجامعات ، ورحت أبحث عن عملٍ يناسبني كي أملأ وقت فراغي الممل والطويل ..أذكر وقتها أن أهلي، وخصوصاً والدي عارض فكرة عملي كثيراً ، لكن أمام إلحاحي وتوسلي الدائم إليه وافق بشرط أن يكون العمل ذو ساعاتٍ قليلة ٍ، وفي أحد الأيام اتصلت بي صديقتي وقالت لي إن هناك طبيباً بحاجة ٍإلى سكرتيرة في عيادته ، وبدوام مسائي من ثلاث إلى أربع ساعات يومياً .. أعطتني العنوان الذي هرولت إليه مسرعة ً،والأمل يسبقني على طريق الأحلام الذي رسمته لمستقبلي بإتباع عدة دوراتٍ تعوضني عما فاتني من الدراسةِ الجامعية ...وفعلا استقبلني الطبيب بكل ترحاب ..كان لطيفاً جداً معي ، ورحب بي بالعمل لديه ،واتفقنا على الراتب الذي كان ضئيلاً جداً ، لكني وافقت هربا ًمن الروتين الممل والرتيب لحياتي .. كانت أيامي الأولى في العيادة جميلة ، ومعاملة الطبيب لي كانت في غاية اللطف والإحترام ، ورويداً رويداً بدأ راتبي يزداد شهراً بعد شهر مقابل كلمات إطراءٍ وإعجابٍ من الطبيب ،كنت أتقبلها كنوع من المجاملة ،حتى كان ذلك اليوم الذي لن أنساه ما حييت ...   ليلة سوداء :  تتابع ( نيرمين ) حديثها فتقول : (( كانت ليلةً باردةً جداً ، والمطر يهطل بغزارة ، يومها طلب مني الطبيب الإتصال بأهلي وإخبارهم أني سوف أتأخر قليلاً في العيادة كون هناك مريضاً سوف يأتي متأخرا ًبعض الوقت ،على أن يقوم هو بإيصالي إلى المنزل عندما ننتهي من العمل ، وبعد أن غادر آخر المرضى بقينا بانتظار المريض المفترض أن يحضر عند الساعة التاسعةِ والنصف .. كان الطبيب متوتر جداً ..خرج من العيادة إلى مكتبي وقال – تأخر المريض – ومن ثم اتجه إلى باب العيادة الخارجي وأغلق الباب وهو يقول – الجو بارد جداً الليلة – لم أعر الموضوع أي اهتمام ... نظرَ إلي ومن ثم دخل إلى مكتبهِ قبل أن يناديني بعد عدة دقائق فدخلت إليه ...قال لي اجلسي.. أريد أن أحدثك بموضوع ٍهام ... وما إن جلست حتى قام من وراء مكتبه واتجه إلى الباب وأغلقه ، عندها سرت رعدة خوفٍ في جسدي ، لكني تمالكت أعصابي عندما راح يتحدث عن عموميات وأنا لا أعرف ما سبب الحديث بمثل هذه الأمور في وقت ٍمتأخرٍ ، حتى عرَّج بالحديث إلى حياته الخاصة، وقال لي إنه يعاني الأمرين من زوجته التي لا يطيقها، وإنها غلطة حياته الوحيدة ، وراح يتحدث عنها بالسوء وأنا أستمع إليه والخجل يمنعني من سؤاله عن سبب حديثه لي بمثل هذا الموضوع حتى اقترب مني – وهنا تصمت نيرمين وكأنها تحاول أن تسترجع تلك اللحظات الأليمة – قبل أن تردف قائلة : ضمني بقوة ، وأخذ يقبلني عنوة ، المفاجأة أذهلتني ، ولم آتِ بأي حركة ...حتى أنه حملني وألقى بي على سرير المرضى وأخذ يراودني عن نفسي حتى حصل ما حصل ... وبعد أن انتهى من فعلته قام بمسح الدماء عني وقال لي إنه يحبني ، وإنه سوف يتقدم لطلب يدي من أهلي رسمياً عما قريب ، ومن ثم أعادني إلى منزلي وأنا لا أعرف ما هو الشعور الذي ينتابني ... كانت مشاعر فرح، يغلبها مشاعر حزن وخوف وألم ، لم أنم ليلتها ، لكن اتصاله بي ليطمئن علي أسعدني كثيراً، وأدخل الطمأنينة إلى قلبي ، وقلت في نفسي بأني لست أول فتاة تتزوج من رجلٍ متزوجٍ ولديه أطفالاً ... بعدها تكررت ممارساته معي في قادمات الأيام بشكل شبه يومي دون أي مانع ٍمني ، لا بل كنت أتعلق به أكثر فأكثر ، وكان همي الوحيد هو إرضاؤه حتى يفي بوعدهِ لي والتقدم لخطبتي من أهلي ، لكن غايته الوحيدة كانت هي أن ينهش لحمي ما استطاع إلى أن وقع المحظور )) ...  الحب الحرام :  تتابع ( نيرمين ) : (( بعد عدةِ أشهرٍ على علاقتي به ، شعرت بآلام ٍحادةٍ في معدتي وأسفل بطني ، وانتابتني حالة إقياءٍ شديد ، بالإضافة إلى آلامٍ في الرأس لا توصف ، وعندما أخبرته بذلك تغير لونه ،وبدا الخوف يعتري وجهه ، ظننت بداية ًإنه خائف علي لشدةِ مرضي ، لكن عرفت فيما بعد أنه كان خائفاً من وقوعِ المحظور .. وعندما ذهبت إلى الطبيبة النسائية لأخبرها أن الدورةَ الشهريةَ قد فاتتني منذ شهرين زفت لي الخبر الصاعق بأني حامل وبشهري الثاني ، لم أعد أعرف ماذا أفعل ..أسرعت إلى الذئب الذي افترسني ونهش لحمي وأخبرته ما قالته لي الطبيبة النسائية ... لم يصدقني بدايةً ، وظن أني أمازحه كي يسرع ويأتي إلى خطبتي ، لكن ما إن رأى الوصفة الطبية وتقرير الطبيبة حتى تغيرت سحنته ولبس وجهه الحقيقي وقال لي وهو يطردني – اذهبي وابحثي عن والد هذا الجنين بعيداً عني – خرجت وأنا أبكي وقد انتابتني حالة من الجنون الهستيري ، ورحت أدخل دكاناً تلو الآخر وأخبرهم بقصتي عساي أفتضح أمر هذا الطبيب الذئب، وأنا لا أسمع من الناس سوى جملة ً– لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله – كانوا يظنون أني مجنونة ... عدت إلى المنزل وأخبرت أهلي بالموضوع لينهالوا علي بالضرب المبرح لولا تدخل والدتي التي أنقذتني من الموت المحتم، رغم أنها كانت تدعوا علي بالموت العاجل ...، وبعد عدة أيام ذهب والدي إلى عيادةِ الطبيب الذئب ، ترجاه تارةً وهدَّده تارةً أخرى بإخبار الشرطة إذا ما وجد حلاً للمصيبةِ التي أوقعنا بها ، لكن ذلك لم يجدِ نفعاً ، فقد كان ذلك الطبيب على يقينٍ تام بأننا لا نملك المال لنقوم بالإدعاء عليه ، وفعلاً كل ما فعله والدي هو أننا غادرنا المدينة التي نعيش فيها إلى ريف العاصمة بعيداً عن عيون الناس والأقارب ، واليوم أعيش بمفردي بعد أن رحل والداي عن هذه الدنيا وتركاني وحيدةً بعدما تخلى أخوتي عني ، وأنا أقوم الآن بالعمل بعد أن دفنت سرِّي في قلبي لأطعم طفلي الذي أتمنى منه أن يكبر ويشتد عوده ليعيد لي حقي من والده الغادر الذي تخلى عنا )) وبعد أن انتهت ( نيرمين ) من سرد قصتها قالت (( أشعر أني مرتاحة جداً بعد حديثي إليك من حملٍ أرهقني طويلاً .. أشعر بأن كل الناس سوف تعرف قصتي التي آلمتني وحدي ليال ٍطوال )) ... لكني عن نفسي لم أستطع أن أقول لها بعد أن استمعت إلى قصتها سوى بيت الشعر هذا : صبرا على كيد الزمان لنا فكل حافر بئرٍ واقع فيها
التاريخ - 2015-05-02 5:54 PM المشاهدات 1674

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم