شبكة سورية الحدث


حرائق تلتهم الموسم وتعكس على الاسعار والحكومة بسبات

حرائق تلتهم الموسم وتعكس على الاسعار والحكومة بسبات


سورية الحدث الاخبارية- السويداء- معين حمد العماطوري  
يقف أهالي السويداء أمام ما يجري موقفاً مذهولاً، بين نشوب حرائق تجتاح مساحات شاسعة في مختلف مناطقها وبين سحق موسمهم الزراعي بعد فرحهم المنقوص بخيرات السماء وتغطية تكاليف الاحتياجات والمستلزمات الزراعية، وبين مكافحة الكورونا والإجراءات الإحترازية له وما يقع على كاهله من أعباء توفير الوقاية، ليتصدر ارتفاع الدولار المتصاعد مع نيران الاسعار وسعيرها الملتهب اضعاف مضاعفة لأي دخل كان، والاصعب استمرار ظواهر السرقة والخطف والقتل...فإلى أين لا يعلم أحد من السويداء؟
منذ عامين ورجال الإطفاء يتأهبون خلال موسم الحصاد لمواجهة خطر النيران التي تلتهم المزروعات والإنتاج، ولكن هذا العام بات واضحاً أن الأيادي الخفية تعمل لتدمير المواطن السوري وخلق مناخ الجوع والفقر والألم له، بحيث لا يستطيع التقاط أنفاسه من المصائب المتراكمة عليه، بدءً من انقطاع التيار الكهربائي المتذبذب الذي لم يترك آلة كهربائية بالمنزل إلا ولحقها ضرراً منه، ليتطور إلى الاسعار الجنونية المترافق مع ارتفاع الدولار الجائر المشكل لدى التجار والسماسرة عوامل الابتزاز والربح السريع مهدداً لقمة العيش اليومي، وصولاً إلى قرارات الحكومة غير منطقية وأخلاقية المتخبطة بجدار الجهل والتخلف في إدارة الأزمة، والمستندة على إجراءات استفزازية كرفع سعر البنزين والضرائب والمواد الغذائية وعدم السيطرة على السياسة النقدية والسعرية وضبط السوق المحلية، واستنزاف طاقة وقدرة المواطن المالية والنفسية والوطنية، بحيث استطاعت هذه الحكومة العتيدة الفاسدة في مقوماتها وفكرها وإجراءاتها أن تلغي مفهوم الطبقات حتى لم يبق إلا طبقة الأغنياء المستغلين لقوت الناس وثقافة الفساد على مرأة من أعين الجهات الصامتة، إضافة إلى الحرائق ونيرانها الملتهبة ووضع المجتمع الأهلي في دائرة المسؤولية وهي التي عملت على تفتيت بنيته الاجتماعية وبات أهالي السويداء يفتقرون إلى شخصية المرجع الاجتماعي والديني والسياسي والإداري الاقتصادي، والسائد في الشارع هم أسياد الخطف والقتل والسرقة بحماية من الجهات المعنية، فهم يقتلون ويسرقون ويغنون "بالروح نفدي وطنا" ويجلسون في صدور المقاعد لحماية المرجعيات بأنواعها، والمرء الذي يصاب بأي مشكلة يلتجأ إلى هؤلاء بدلاً من المراجع المعنية الرسمية.
لعل حرائق المجتمع ونيران إجراءات الحكومة المتخلف، لم يرحم حرائق المواسم الزراعية فحريق محمية الضمنة الواقعة شرق طريق قنوات، والتي تشكل غابة حراجية عمرها مئات السنين وتضم أشجار السنديان والبلوط والبطم، وآخر امتد من المنطقة الواقعة شرقي المقوس وحي الخريج باتجاه الشمال الشرقي ليطال عشرات الدونمات من الأعشاب اليابسة والأشجار الحراجية، علماً بأن المنطقة نفسها شهدت حريقاً مماثلاً في الحادي عشر من شهر تشرين الأول الماضي، وقبلها التهم أكثر من ٢٠٠ دونم خصاب في منطقة دفن شرق القريا، وكذلك في الاراضي الزراعية شمال قرية جرين في ريف السويداء الغربي وفي مكب النفايات غرب قرية رساس الذي انتقل الى الاراضي الزراعية، لتشهد قرى جرين ولبين وداما في ريف السويداء الغربي حريق كبير تسبب بضرر مساحات واسعة من الاراضي الزراعية، وقبلها في قرى اللوا بالهيت والهيات والصورة ..
عدا عن سرقة السيارات بشكل يومي وبإعداد كبيرة والسلطات لا تبحث الا من يتكلم عنها بالسوء، ولكن من يتسبب بالضرر للناس فهي في حالة سبات عنه، ذلك لأن المتضرر الذي يقوم بتقديم الشكوى يصبح متهماً بسبب البيروقراطية الفاسدة، وثقافة الرشوة المنتشرة وضعف أداء جهاز الأمن الداخلي... 
ودليل استهتار في توزيع السلاح وعدم المراقبة والتشدد بانتشار الرعونة والفوضى في القتل العديد من الشباب حتى انفجرت قنبلة في أحدهم وأفقدته أحد أطرافه السفلية، وآخر ارتقى الى السماء في بلدة عريقة بطلق ناري من مجهولين.. 
إذاً القلق والتوتر ونيران الضغط المعيشي وحرائق الإنتاج الزراعي، وفوضى الاسعار وسخف الإجراءات الحكومية، تجعل المواطن في السويداء يشاطر أخوته في جميع المحافظات بأن الفقر والجوع والألم بات الجامع بينهم، يقيناً أنه من لم يمت بالكورونا مات جوعاً وقهراً وذلاً وإرهاباً وحريقاً بعد تصريحات أعضاء الحكومة المتذبذبة غير مسؤولة عن تعزيز العلاقة بينها وبين الشعب المثبتة أنها حكومة التصريحات الكاذبة....فإلى أين يا حكومتنا؟ وهل يبقى بركان الصمت خامداً...وفهكم كفاية..

التاريخ - 2020-05-21 2:24 PM المشاهدات 612

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا