شبكة سورية الحدث


المسارات السلبية والثغرات في التجارب الدولية لإعادة الهيكلة الإدارية : وضرورة تجنبها في سورية

- المسارات السلبية والثغرات في التجارب الدولية لإعادة الهيكلة الإدارية : وضرورة تجنبها في سورية عبد الرحمن تيشوري / خبير ادارة عامة يمكن عرض الخلاصات والملامح العامة للمسارات السلبية التي شهدتها بعض الدول المتقدمة والنامية في مجال إعادة الهيكلة الإدارية في النقاط التالية - وعلينا في سورية تجنب كل سلبية وان ننطلق الى الامام بسرعة لان الزمن لا ينتظر وسورية تعاني الكثير بعد الحرب الفاجرة على الدولة السورية من قبل اوباش العالم زعران امريكا وقطر وآل سعود: - تعارض أو تناقض جهود ونتائج إعادة الهيكلة الإدارية / التنمية الادارية واصلاح الادارة / مع مصالح بعض الجهات والمسئولين والموظفين الذي يرون عدم ملائمة الحلول أو البدائل المقترحة التي تم التوصل إليها ، إما لأنها تقلص من صلاحياتهم ، وتحد من سلطاتهم ، وتضع القيود على قراراتهم ، وإما أن لديهم توجهات و طروحات متباينة أو متضاربة مع التوصيات التطويرية النهائية . وأياً كان فإن برامج الهيكلة في عدد من الدول لم تتمكن من اجتياز مثل هذه العقبات مما أدى إلى إيقاف أو تأخر عمليات التطوير المطلوبة وهذا حاصل الان في سورية ولا بد من ازاحته. - مقاومة التغيير على شكل ردة فعل ، حيث أن الكثير من الأجهزة أو الوحدات التي أَلِفت التنظيم القديم أو الإجراءات المعتادة لفترة زمنية طويلة تجد صعوبة في اعتياد أساليب وإجراءات عمل جديدة لذلك نقترح نحن ذهنية ادارية جديدة عبر تغيير المديرين القديمين الحاليين . - عدم اقتناع كثير من القيادات الإدارية في الجهاز الحكومي بجدوى جهود إعادة الهيكلة الإدارية ، خاصة في ظل التجارب السلبية السابقة في هذا المجال ، مما يجعلهم لا يخصصون الوقت والاهتمام الكافيين للنهوض بأعباء التطوير ، ويكتفون بإيكال المهمة إلى المستويات الإدارية الدنيا التي تفتقر إلى القدرة والصلاحية لاتخاذ القرارات والخطوات الضرورية لتنفيذ برامج وتوصيات اللجان المختصة بإعادة الهيكلة وعلاج المشكلات الإدارية التي تعاني منها الدوائر الحكومية لكن نحن نقول لهم الان الوضع مختلف حيث توجد وزارة متخصصة ولها كادر ومقر وموازنة والمشروع مدعوم جدا من قبل السيد رئيس الجمهورية وكذلك يوجد وزير خبير وطني صادق وصاحب خبرة دولية هو الأستاذ الدكتور حسان النوري. - ضعف الاستقرار الإداري وكثرة التغييرات والتعديلات الوزارية المتلاحقة في العديد من الدول ، الأمر الذي لا يتيح بناء سياسة مستديمة تمكن من بناء البرامج بالاعتماد عليها وفقا للمنهج المؤسسي الذي يعتمد على البناء التراكمي عبر السنوات المتلاحقة ، حيث تبدأ كل إدارة وزارية جديدة بتوجهات وسياسات معينة قد لا تنسجم مع السياسات السابقة المتبعة و لا تلبث أن تتغير بتغير تلك الإدارة . - غياب التوجه الاستراتيجي للتنمية الوطنية بشكل عام من أغلب خطط وبرامج إعادة الهيكلة الإدارية ، ذلك أن استراتيجيات التنمية ، وموجهات إعادة هيكلة الاقتصاد ، وإعادة تشكيل أدوار الدولة والجهاز الحكومي لم تتبلور أولوياتها وسياساتها وآليات عملها بشكل محدد وواضح بحيث يكون لها انعكاسات إيجابية على أداء الجهاز الحكومي ودوره وفعاليته في التنمية . - يمثل نقص أو قصور الدعم السياسي اللازم لدفع جهود إعادة الهيكلة الإدارية بشكل قوي ونشيط وفعال قاسماً مشتركاً في الغالبية العظمى من تجارب الدول . صحيح أن هناك بعض الدول بدأت تتبنى في الآونة الأخيرة قضية إعادة الهيكلة الإدارية ضمن أولويات عمل الحكومة ، لكن يعيب هذا الاهتمام أن عملية تطوير الإدارة أو التنمية الإدارية ما زال ينظر لها باعتبارها من اختصاص الوزير المعني بها ، رغم عدم صواب هذا التصور . فتطوير وتحديث الإدارة لا يمكن أن ينجح إذا انحصرت المسؤولية عنه في نطاق وزير واحد ، بل إن نجاحه وفعاليته الحقيقية تأتي من أمرين أساسين : الأمر الأول : هو حصوله على أعلى وأكبر دعم سياسي ممكن من حكومة الدولة ، ذلك أن هذا الدعم يعطي قوة دفع معنوية هائلة ، ويقلل ويذلل الكثير من المقاومة التي قد تتواجد وتعترض مسار وفعالية جهود إعادة الهيكلة الإدارية . الأمر الثاني : أنه على مستوى الحكومة ككل ينبغي أن يكون كل وزير في موقعه وفي وزارته مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن تحقيق برنامج التطوير وإعادة الهيكلة في وزارته . أما الوزير المعني بتطوير الإدارة الوطنية أو التنمية الإدارية فهو يقوم فقط بدور فني داعم ومساند لعمل بقية الوزارات والأجهزة الحكومية ، ويقدم الخدمات التي تُعين هذه الأجهزة على مباشرة مسؤولياتها الرئيسية والأصيلة في تطوير أساليب عملها ونظم أدائها وتطوير الخدمات والبرامج التي تقدمها وهذا الان يحصل مع الوزير النوري الذي يحدث مديريات التنمية الادارية ويشكل اذرع العمل لكن لا بد من العمل الوطني الجماعي الفريقي المتكامل . هذا المنظور في حقيقة الأمر منظور غائب تقريباً في منظومة الإدارة الحكومية في العديد من الدول ومنها سورية لذلك نحن نصر على استثمار خريجي الادارة العامة السوريين في هذا المشروع الوطني الكبير. والوضع في حاجة لمراجعة أنماط المسؤولية عن تطوير الإدارة الوطنية لكي توضع هذه المسؤولية في مناطها وفي موضعها الصحيح ، وأن تكون مسؤولية الحكومة في إطار من الدعم والمساندة السياسية ، وفي إطار من دور فني مساند وميسر وداعم لعمل الحكومة ككل يقوم به الجهاز المعنى بتطوير الإدارة الحكومية بقيادة الوزير المختص . للاسف نحن نلاحظ الكثير من الوزراء غير مهتم بالتنمية الادارية ولم يغير مدير واحد خلال ولايته الادارية وكذلك بعض المحافظين اذا المطلوب رؤية واحدة يعمل لها كل القادة الاداريين في الدولة وخاصة اصحاب القلم الاخضر والا لن نحقق شيء وهذا كارثي على سورية من الان وصاعدا لان المواطن السوري لن يرحم الادارة السورية ولا يقبل اسلوب الادارة السابق الفاشل البليد المترهل
التاريخ - 2015-05-05 7:06 PM المشاهدات 751

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا