شبكة سورية الحدث


الأنوثة بقلم الشاعرة فاتن شيمي

الأنوثة بقلم الشاعرة فاتن شيمي

حان الآن دوري، لأسألكَ سيّدي..

ماذا تعني لكَ الأنوثة ؟

فقال لي الأنوثة هي : 

ليست التعري، بل الإحتشام..

هي الجاذبيّة في الكلام..

هي العيون التي تتكلّم إشراقاً و نوراً..

هي سجّادة مليئة بالألوان..

هي الأناقة :

تبهرني ( أُنثاي )، عندما ترتدي فستاناً عاديّاً،

فأراها أميرة، بل ملكة،

بأبهى حللها..

هي أن تتّسع حدقتي عيوني،

عندما أراها تخطو نحوي،

كشجرة ياسمين:

بالكُحل العربي، القرط، القلادة،

السوار، الخلخال،

العطر الذي يتغلغل في أوردتي، و شراييني،

و يخدّر أوصالي..

هي الربيع الذي يعصف بخريف عمري..

هي النحل الذي يفرز عسلاً..

هي الأمومة، بمعنى : أن تحتويني،

عندما أكون مهزوماً، و تكسوني الخيبة..

فألتجئ إلى صدرها و أبكي..

هي ميراثي الوحيد الحقيقي..
 
هي القيثارة التي تعزف ألحان الخلود،

و تبدّد غيمات الشجن..

هي أن تكون مفاتيحي السريّة..

شريعتي.. ديدني..

هي الضحكة الفاتنة،

هي الصوت المنخفض،

الذي أكاد أسمعه، و لا أسمعه ..

هي حُمرة الخدود خجلاً..

هي الكرمة التي تُذهِب العقل من دون خمرة..

هي أن تكون إزميلاً، تشكّلني كيفما شاءت..

هي أن تكون لي :

الشمس و القمر و المجموعة الشمسيّة،

و النّجوم و المدارات و الكواكب..

هي أن تتركني كالطفل أحصي موعد لقائنا المُقبل على أصابعي..

هي بستان مليء بالأزهار :أراها دوماً متجدّدة،

مختلفة عن اليوم الذي سبق..

هي الجمال الهادئ الذي يمطرني وحياً..

تجعلني مفتخراً بكوني قربها..

سيّدتي، دعيني أهمس لكِ سرّاً لا يتجاوزنا ..

فكلّ سرّ تجاوز الإثنان شاع :

بإختصار أنتِ الأنوثة

فاتن

التاريخ - 2020-06-09 11:27 AM المشاهدات 1015

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم